اعلان

في مشهد يعكس عمق التلاحم الإنساني والتعايش المشترك الذي يميز الشعب السوري، نعى السوريون من مختلف الأديان والطوائف البابا فرنسيس، مؤكدين أن العالم فقد قائدًا عالميًا للسلام والمحبة.

وجاءت ردود الفعل بعد إعلان وفاة البابا، الذي كان دائمًا صوتًا داعمًا لسوريا وشعبها، خاصة اللاجئين الذين اضطروا لمغادرة أرضهم بسبب الحرب.

حزن وطني وإنساني

الحزن عمّ جميع أنحاء سوريا، حيث عبر المسلمون والمسيحيون عن مشاعرهم بصدق وألم على فراق شخصية عالمية كانت تمثل رمزًا للإنسانية والتسامح.

وقالت “نور”، إحدى سكان مدينة دمشق، في تصريح لها: “نقدم عزائنا الحار لإخوتنا المسيحيين بوفاة البابا فرنسيس، فهو ليس مجرد زعيم ديني بل رمز للسلام والمحبة. لقد وقف مع السوريين كثيرًا، وكان داعمًا دائمًا لكل اللاجئين حول العالم. رحيله خسارة كبيرة للمسيحيين والسوريين ولكل إنسان في هذا العالم.”

أما الدكتور بشار حمود، فقال: “نعبر عن تعازينا الحارة لكل إخوتنا المسيحيين في سوريا والعالم برحيل رمز المحبة والسلام، وصانع الإنسانية في العديد من الأماكن، وخاصة في سوريا. موقفه مع شعبنا السوري كان مشرفًا ومصدر فخر لنا جميعًا.”

من جانبه، أكد الدكتور سليم خضور أن البابا فرنسيس كان رمزًا للإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وقال: “نترحم على البابا فرنسيس، الذي كان وسيظل رمزًا للإنسانية. مواقفه المشرفة مع السوريين لن تُنسى”.

خلف الكاميرا: ذكريات لا تُنسى

خارج دائرة الضوء الإعلامي، تحدث كثيرون خلف الكاميرا عن حبهم العميق للبابا فرنسيس وتذكروا مآثره العظيمة وما قدمه للعالم وسوريا على وجه الخصوص. شخصان من أبناء العاصمة دمشق قالا إنهما خلال الأسابيع الأخيرة كانا يتابعان أخبار البابا باهتمام شديد، خاصة أخبار مرضه التي أثارت قلق الملايين حول العالم.

وقال أحدهم: “في الأيام الأخيرة، كنت أتابع أخبار مرضه بصمت وخشوع. رغم حالته الصحية، كان لا يزال يحرص على زيارة الكنائس والمؤمنين، وكأنه يريد أن يترك رسالة أخيرة للعالم بأن الإيمان والمحبة هما أقوى من كل شيء.” وأضاف الآخر: “لن أنسى كيف كانت بركته حاضرة دائمًا، حتى في لحظاته الأخيرة. لقد كان مثالًا للإصرار والتضحية، وكان يعطي الأمل لكل من حوله.”

على مدى سنوات، كان البابا فرنسيس صوتًا عالميًا يدعو إلى السلام والتضامن مع الشعوب التي تعاني من الحروب والأزمات. في سوريا، تحديدًا، كان للبابا دور بارز في دعم اللاجئين السوريين حول العالم، سواء من خلال الدعوات المستمرة لإنهاء النزاع أو من خلال المساعدات الإنسانية التي قدمتها الكنيسة الكاثوليكية تحت قيادته.

شاركها.
Exit mobile version