ووفقًا للجهات المشرفة، فإن هذه الإجراءات التنظيمية تهدف إلى تحسين إدارة الحشود وتعزيز أجواء الخشوع خلال أوقات الذروة، مثل صلوات الجمعة وشهر رمضان، في واحد من أعرق المساجد الإسلامية وأكثرها رمزية في المنطقة.
وأكدت إدارة المسجد أن الهدف من هذه الخطوة هو الحفاظ على الطابع الروحي والانتظام داخل المساحة الدينية.
لكن الإعلان عن هذه التغييرات فتح المجال لنقاش عام واسع، خاصة في الفضاء الرقمي، حيث تنوّعت الآراء بين مؤيد يرى الخطوة متوافقة مع الأعراف الدينية المتّبعة في بعض الدول الإسلامية، وبين معارض يرى فيها تغييرًا لطبيعة المكان التي لطالما عُرفت بالشمولية والانفتاح.
واعتبر البعض أن هذا الإجراء يشير إلى تحول في طريقة تنظيم الحياة الدينية، مع تأثيرات محتملة على حضور النساء في الأماكن العامة ذات الطابع الديني.
في السياق ذاته، أشار متابعون إلى أن هذا القرار يأتي في ظل تحولات ثقافية واجتماعية أوسع داخل سوريا، تعكس تغيرًا تدريجيًا في الخطاب الديني الرسمي، لا سيما فيما يتعلق بدور المرأة وإمكانية الوصول إلى الفضاءات المشتركة.
وكتب حساب على منصة “إكس” يحمل اسم “الساحل السوري، ساخرًا، أن هذا القرار يأتي في إطار ما يُعرف بـ “رؤية 2050 للانغلاق الحضاري”.
كما لفت آخرون إلى أهمية التعامل مع الأماكن التاريخية والدينية من منظور يوازن بين التنظيم واحترام الإرث الثقافي.
ويُعد الجامع الأموي في دمشق من أبرز المعالم الإسلامية التاريخية في العالم، ويحظى بمكانة دينية وثقافية عميقة في الوجدان السوري والعربي.
ومن هذا المنطلق، تُتابَع التطورات المتعلقة بتنظيمه الداخلي من قبل عدد من المهتمين بالشأن العام، في الداخل والخارج، بوصفها مؤشرًا على التوجهات المستقبلية لإدارة المواقع الدينية في سوريا.