“ليس ثقيلاً.. إنه أخي”، عبارة ترددت في أذهان كثيرين حال رؤية مشهد طفلة غزاوية لا تتجاوز الست سنوات وهي تحمل أختها على ظهرها وتسير بها حافية تحت الشمس بعد أن دهستها سيارة. وقد بانت على وجهها أمارات التعب والعجز التي توحي بأنها كبرت في هذه الحرب عقودًا من الزمن؛ فهي لا تبتسم ولا تكذب “لأنها متعَـبة”.

اعلان

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تظهر فيه طفلة غزاوية وهي تمشي بصعوبة على الشارع، تحمل على ظهرها طلفة تبدو في سن الثالثة، فيما تظهر إحدى قدميها الصغيرتين ملفوفة بقماش أبيض، والثانية متسخة ربما بسبب عدة محاولات فاشلة للمشي على الأرض.

يسأل المصور الطفلة الكبيرة عن وجهتها، فتجيب بأنها ذاهبة إلى منتزه “البريج” لعلاج أختها التي تحملها منذ ساعات.

لا تتردد الطفلة الكبيرة بالإجابة عندما يسألها إن كانت تشعر بالتعب، لكن شيئًا في وجهها يجعلك تشعر وكأنك تتحدث مع امرأة عجوز تفاجأت لمجرد أن أحدًا يسألها مثل هذا السؤال، فالتعب في غزة هو الحال اليومية.

لم تبتسم الطفلة طول الطريق، حتى بعد مساعدة المصور لها وإيصالها لوجهتها، ظلت عيناها معلقتين على شيء ثابت، لا يهزها شعور الفرح كما يهز باقي الأطفال في العالم، وللحظة تدرك بأنها تحمل في داخلها شيئًا مؤلمًا وثقيلًا، أثقل من أختها بكثير.

شاركها.
Exit mobile version