وقفتعائلات الأسرى الإسرائيليين يوم الأحد على تخوم قطاع غزة، ورفعت أصواتها مخاطبة أحباءها في نبرة يائسة لكن تلك الأسر كانت مع ذلك كلها أمل في أن تصل الرسالة إلى أذن المحتجزين لدى حماس داخل القطاع.
“هل تسمعني؟ هذه إيلانا”، صرخت إيلانا غريتزيفسكي، صديقة الرهينة ماتان زنغويركر، من على منصة. وأضافت بصوت مرتعش: “أنا حية وأنا معك، أكافح ليلًا ونهارًا ولن أستسلم، لأنني أعرف ما تمرين به، فقد كنت هناك أيضًا.”
بالقرب منها، كانت سيلفيا كونييو، والدة الرهينتين أرييل ودافيد كونييو، ترفع صوتها عبر مكبرات ضخمة تحمل صور أبنائها: “أرييلو العزيز، بابيتو، نحن هنا، أنا هنا أصرخ حتى تسمعني. لن نستسلم، لن نتخلى عنكما.”
وفي مشهد آخر، وجهت ليساي لافي ميران، زوجة الرهينة عمري ميران، رسالة مؤثرة: “نحن هنا ونفعل كل شيء، وسنستمر حتى يعود جميعكم إلينا. فقط بصحبتكم سنتمكن من إعادة بناء أنفسنا، وفقط بصحبتكم سنتمكن من التنفس مجددًا”.
أما فاردا بن باروخ، جدة الرهينة إيدان ألكسندر، فقد أعربت عن استيائها المتزايد: “نريد عودة الأسرى إلى ديارهم. أريد عودة حفيدي إلى المنزل. يكفي، يكفي! لقد تعبنا بالفعل ونريد عودة جميع الأسرى”.
رسالة مباشرة إلى ترامب
من جهته، وجه يهودا كوهين، والد الرهينة نمرود كوهين، رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها: “السيد الرئيس ترامب، نتنياهو يكذب عليك، يخدعك، ويستخدمك للبقاء في السلطة على حساب دماء المدنيين والجنود الإسرائيليين. أرجوك يا سيادة الرئيس ترامب، إجعل نتنياهو ينهي هذه الحرب. نريد إنهاء هذه الحرب”.
وفي مشهد آخر، قال طال كوبرزتاين، والد الرهينة بار كوبرزتاين، بكلمات مفعمة بالأمل: “بار، كُن قويًّا” بينما أضاف باراك كوبرزتاين، ابن عم الرهينة بار: “بار، والدك يتحدث. هو يحقق حلمك. بدأ بالمشي، يقوم بكل ما تحدثنا عنه، كل ما كنت ترغب فيه. أتمنى أن تسمعنا، آمين، آمل أن يصل إليك هذا الكلام. نحن نفعل كل شيء من أجلك. لم ننسك. نحبك!”
خلفية الصراع
واندلع الصراع عندما شنت حماس هجومًا على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف 251 رهينة. وتم الإفراج عن معظم الأسرى في اتفاقيات وقف إطلاق النار أو صفقات تبادل، لكن حماس لا تزال تحتجز 59 رهينة، يعتقد أن 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، أدى الهجوم الإسرائيلي منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 51,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. كما أدت الحرب إلى تدمير أجزاء واسعة من غزة ومعظم قدراتها الإنتاجية الغذائية، حيث أصبح حوالي 90% من السكان نازحين، يعيش مئات الآلاف منهم في مخيمات الخيام وفي المباني المدمرة.
وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده “ليس لديها خيار” سوى الاستمرار في القتال في غزة، مشددًا على أن الحرب لن تنتهي قبل تدمير حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وضمان عدم قدرة القطاع على أن يشكل تهديدا لإسرائيل في المستقبل. ومع ذلك، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة داخل البلاد بعد استئناف العمليات العسكرية الشهر الماضي، وسط تفاقم حالة الإحباط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.