في عام 2024، انخفض عدد طلبات اللجوء في فنلندا بنسبة 45% مقارنة بالعام السابق، إذ لم يتجاوز 3,000 طلب بعد أن كان 5,372. في المقابل، ارتفعت طلبات تصاريح الإقامة الدراسية إلى مستويات غير مسبوقة، مما يعكس تزايد اهتمام الطلاب الدوليين بفنلندا كوجهة تعليمية.
ورغم هذا الانخفاض، لا يزال طالبو اللجوء ينحدرون بشكل رئيسي من الصومال والعراق وأفغانستان وسوريا ونيجيريا، ما يعكس استمرار تدفق المهاجرين تعيش عدم استقرار ونزاعات مسلحة. كما يُعزى هذا الانخفاض جزئيًا إلى استغلال روسيا للهجرة على الحدود الشرقية لفنلندا في عام 2023، مما أدى إلى تقديم حوالي 1,300 شخص طلبات لجوء في ذلك العام.
في المقابل، ارتفع الاهتمام بفنلندا كوجهة تعليمية، حيث بلغت طلبات تصاريح الإقامة بغرض الدراسة مستوى قياسيا. إذ منذ يناير/كانون الثاني 2024، تقدم 4,233 طالبًا من خارج الاتحاد الأوروبي بطلبات للحصول على تصاريح إقامة دراسية، فيما قّدر العدد ب1,756 طلبًا في نفس الفترة من العام السابق، ما يمثل زيادة بثلاثة أضعاف.
تُعزى هذه الزيادة في الطلبات الدراسية إلى جودة التعليم الفنلندي، حيث تُصنّف جامعة هلسنكي ضمن أفضل 100 جامعة عالميًا. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع خريجو الجامعات الفنلندية بمعدل توظيف يصل إلى 90% في غضون عام من التخرج، مع متوسط راتب يبدأ من 3 آلاف يورو شهريًا لحاملي درجة الماجستير.
من الجدير بالذكر أن التعليم العالي في فنلندا كان مجانيًا للطلاب الدوليين حتى عام 2017. لكن من عام 2024، بدأت الرسوم الدراسية السنوية في جامعة هلسنكي تتراوح بين 12 ألف و16 ألف يورو لمعظم البرامج. ومع ذلك، فإن فرص التوظيف العالية تساعد الخريجين في تعويض تكاليف التعليم في فترة زمنية قصيرة.
بالإضافة إلى ذلك، توقفت العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك فنلندا، عن دراسة طلبات اللجوء المقدمة من السوريين بعد التغييرات السياسية الأخيرة في هذا البلد وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
كما تواصل دائرة الهجرة الفنلندية مراقبة هذه الاتجاهات عن كثب، بالتعاون مع هيئات مختصة، لتقديم توقعات بشأن المرشحين للهجرة إلى هذا البلد من كمّا ونوعا.