بقلم:&nbspيورو نيوز

نشرت في

اعلان

وجاء هذا الإعلان بعد إقالته المفاجئة لرئيسة مكتب إحصاءات العمل، الدكتورة إيريكا ماكنتارفر، عقب صدور تقرير الوظائف لشهر يوليو، الذي أظهر إضافة 73 ألف وظيفة غير زراعية فقط، وهو رقم أقل بكثير من التوقعات، إلى جانب مراجعات هبوطية كبيرة لما مجموعه 258 ألف وظيفة لشهري مايو ويونيو معًا.

وفي تصريحات للصحافيين، قال ترامب إنه فقد الثقة في ماكنتارفر، مضيفًا: “الأرقام كانت سخيفة عندما أعلنتها”. وكرر اتهاماته، عبر منصة “تروث سوشيال”، بأن المفوضة المعيّنة من قبل الرئيس السابق جو بايدن “زورت أرقام الوظائف قبل الانتخابات لتعزيز فرص فوز كامالا هاريس”، دون تقديم أي دليل. وأكد أنه أمر بفصلها فورًا، على أن يتم الإعلان عن خلفها خلال ثلاثة أو أربعة أيام.

البيت الأبيض يدافع… والجدل يتصاعد

في مواجهة الانتقادات الواسعة، دافع مستشارو ترامب عن القرار. وقال مدير المجلس الاقتصادي الوطني، كيفن هاسيت، في مقابلة مع فوكس نيوز، إن الرئيس “محق في الدعوة إلى قيادة جديدة”، مشيرًا إلى المراجعات الكبيرة التي أُجريت على بيانات الأشهر السابقة. من جهته، صرح الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير لشبكة CBS بأن ترامب “لديه مخاوف حقيقية” بشأن دقة البيانات.

ويقوم مكتب إحصاءات العمل بجمع بيانات التوظيف من خلال استطلاع شهري يضم نحو 121 ألف جهة بين شركات وهيئات حكومية. وقد انخفضت نسبة الاستجابة لهذا الاستطلاع منذ جائحة كوفيد-19 من 80.3% في أكتوبر 2020 إلى نحو 67.1% في يوليو 2025، وهو ما يفتح الباب لتعديلات كبيرة لاحقة على الأرقام الأولية.

وفي هذا السياق، لم يُقدم المكتب سببًا مباشراً للمراجعات الهبوطية، لكنه أوضح أن التعديلات تأتي بناءً على بيانات إضافية تُرسلها المؤسسات لاحقًا، إضافة إلى إعادة حساب العوامل الموسمية. وقد وصف تقرير يوليو المراجعات بأنها “كبيرة وفق المعايير التاريخية”، حيث بلغ التعديل النزولي لشهر مايو وحده 125 ألف وظيفة، في أكبر مراجعة من نوعها منذ مارس 2020.

انتقادات حادة من خبراء واقتصاديين

أثارت خطوة ترامب ردود فعل غاضبة من مسؤولين سابقين وخبراء اقتصاديين، اعتبروا أن الإقالة تُشكل تهديدًا لاستقلالية مكتب إحصاءات العمل ومصداقيته.

وقال ويليام بيتش، المفوض السابق للمكتب والرئيس المشارك لمجموعة “أصدقاء BLS”، في تصريح لـ CNN: “لا يمكن لأي مفوض أن يزور الأرقام، نحن نُجري مراجعات سنوية دقيقة. خلال فترة عملي، شهدنا مراجعة لـ500 ألف وظيفة في عهد ترامب دون أن نشكك في نزاهتها”.

من جهته، وصف وزير الخزانة السابق لاري سامرز، الذي شغل مناصب في إدارتي كلينتون وأوباما، اتهامات ترامب بأنها “سخيفة”، مؤكدًا في مقابلة مع ABC News أن “هذه البيانات تُجمع بواسطة مئات الأشخاص باتباع أدلة إرشادية دقيقة”.

أما ماكنتارفر، فردت على إقالتها عبر منشور في منصة “بلو سكاي”، وكتبت: “كان شرف حياتي أن أعمل مفوضةً لمكتب إحصاءات العمل. أفتخر بالموظفين المدنيين الذين يخدمون بلادهم بنزاهة ومهنية عالية”.

توترات إضافية في الاحتياطي الفيدرالي

بالتزامن مع أزمة BLS، قدّمت أدريانا كوجلر، محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي، استقالتها المفاجئة، مما فتح شاغرًا إضافيًا في مجلس إدارة البنك المركزي. وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس تشهد فيه عملية خلافة قيادة الفيدرالي توترًا كبيرًا في ظل العلاقات المتوترة بين ترامب والمؤسسة النقدية.

وحذر الرئيس التنفيذي لبنك أوف أمريكا، بريان موينيهان، في مقابلة مع CBS، من أن “المراجعات الكبيرة للبيانات الاقتصادية قد تقوّض ثقة الجمهور”، مشددًا على ضرورة تطوير أدوات أكثر مرونة ودقة لقياس الأداء الاقتصادي.

شاركها.
Exit mobile version