بيزنس الثلاثاء 11:15 ص
اعلان

شهدت مدينة سان خوسيه مظاهرة حاشدة نظمها عمال التكنولوجيا احتجاجًا على ما وصفوه بـ”التقارب المقلق” بين كبار قادة شركات التقنية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

المظاهرة، التي تعكس تحولًا واضحًا في المشهد السياسي لقطاع التكنولوجيا، جاءت وسط أجواء من الغضب وخيبة الأمل، حيث عبر العمال عن استيائهم من السياسات التي يقولون إنها تخدم أجندات شخصية على حساب المصلحة العامة.

مظاهرات تكشف الانقسام المتزايد

وحمل المتظاهرون لافتات احتجاجية تنتقد بشدة رؤساء الشركات الكبرى مثل إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، متهمين إياهم بالتودد إلى ترامب وأجندته اليمينية لتحقيق مكاسب سياسية ومالية.

وقال أحد العمال، سام ح.: “نرى هؤلاء القادة يحاولون التقرب من ترامب للحصول على نفوذ أكبر داخل الحكومة، وهو ما يؤدي إلى الإضرار بالشعب الأمريكي وبنا كعاملين في هذا المجال”.

وفي الوقت نفسه، أعربت ديان وود، وهي مهندسة برمجيات، عن قلقها العميق بشأن تزايد انقسام الدخل في البلاد. وقالت: “الأموال تُسحب من العائلات والأفراد الذين يحتاجون إليها وتُمنح لأغنى الأغنياء. البرامج الاجتماعية التي يحتاجها المواطنون تتعرض للإلغاء بسبب سياسات هؤلاء القادة، وهو أمر مخيف حقًا”.

تحول في ثقافة القطاع

ويشير ستيفن شلايمر، أحد العمال المتقاعدين، إلى أن قطاع التكنولوجيا كان تاريخيًا يركز على الابتكار من أجل تحسين حياة البشرية، وليس لتحقيق مكاسب شخصية. وأضاف: “كان الهدف دائمًا هو خدمة الإنسانية، لكن الآن أصبح التركيز على الربح الشخصي. هذا ليس ما آمنّا به أو بدأنا العمل من أجله”.

أما كمال علي، أحد الموظفين الحاليين، فعبّر عن شعوره بالخيانة بعد أن لاحظ تغيرًا جذريًا في مواقف بعض القادة مثل ماسك، الذي بدا في البداية مؤيدًا للقضايا البيئية لكنه غير موقفه بشكل مفاجئ. وقال: “الثقة تحطمت، والعديد من الموظفين غاضبون. ما يحدث الآن سيترك أثرًا دائمًا على القطاع”.

صراع القيم والتوجهات السياسية

وعلى الرغم من أن وادي السيليكون لا يزال يميل بشكل عام نحو الحزب الديمقراطي، إلا أن هناك تحولًا سياسيًا ملحوظًا، خاصةً بين صفوف المليارديرات. فالقيم التي كانت قائمة على النشاط الاجتماعي والتقدم تصطدم الآن مع زيادة عدم المساواة وتركيز الثروة وتآكل المعايير الديمقراطية.

وتعكس هذه المظاهرات حالة من فقدان الثقة المتزايد بين العمال تجاه قادتهم، حيث يشعرون بأن النخب التقنية العليا قد انفصلت عن القوى العاملة الأوسع.

شاركها.
Exit mobile version