أشاد نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالتقدم المحرز في المحادثات حول اتفاق تجاري بين البلدين، وذلك عقب اجتماعهما في نيودلهي.
وقد التقى فانس، الذي يقوم حاليًا بزيارة تستغرق أربعة أيام للهند مع زوجته وأولاده، مع مودي في مقر إقامته بالعاصمة الهندية يوم الاثنين.
وأفاد مكتب مودي في بيان أن الجانبين ناقشا تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والدفاع والتكنولوجيا، و”رحبا بالتقدم الكبير” الذي تم إحرازه في مفاوضات الاتفاق التجاري المتوقع بين البلدين.
من جانبه، أعلن البيت الأبيض يوم الاثنين أن فانس ومودي وضعَا “خارطة طريق لمزيد من المناقشات”.
وفي كلمة ألقاها يوم الثلاثاء في مدينة جايبور شمال غرب الهند، أشاد فانس بمودي، مشيراً إلى أن البلدين قد وضعا اللمسات الأخيرة على الشروط المرجعية للمحادثات التجارية.
وقال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس: “أعتقد أنه إذا عملت الهند والولايات المتحدة معًا بنجاح، فسنشهد قرنًا واحدًا مزدهرًا وسلميًا في القرن الحادي والعشرين”، مضيفًا أنه إذا لم يحدث ذلك، فسيعني ذلك “وقتًا مظلمًا للبشرية جمعاء”.
وتشير البيانات الرسمية الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تُعتبر الشريك التجاري الرئيسي للهند، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 129 مليار دولار (113 مليار يورو) في عام 2024، مع تحقيق فائض قدره 45.7 مليار دولار (39.9 مليار يورو) لصالح الهند. ويهدف البلدان إلى زيادة حجم التجارة الثنائية إلى 500 مليار دولار (436 مليار يورو) بحلول عام 2030.
وتسعى نيودلهي إلى إبرام اتفاق تجاري مبكر مع واشنطن على خلفية تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن ترامب تعليقًا مؤقتًا لمدة 90 يومًا لنظامه الشامل للتعريفات الجمركية ضد جميع الدول تقريبًا، بما في ذلك الهند.
وكان من المقرر أن تواجه الهند تعريفة جمركية “متبادلة” بنسبة 27% من الولايات المتحدة قبل أن يتم تعليق الرسوم مؤقتًا، على أن ينتهي هذا التعليق في 9 يوليو. وتخضع الهند، كباقي الدول الأخرى، حاليًا لرسوم أساسية بنسبة 10% من قبل واشنطن.
تعاون أكبر
وسعت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة إلى تطوير شراكة أعمق مع الهند، التي يُنظر إليها على أنها حصن ضد الصين.
وتسعى الهند إلى تسويق نفسها كمركز للتصنيع العالمي في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها واشنطن على الصين، من دون وجود أي مؤشرات على حدوث انفراج قريب في هذه السياسة.
وقد بنى مودي علاقة عمل جيدة مع ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، وكان من أوائل القادة الذين زاروا ترامب بعد بدء ولايته الثانية.
وفي فبراير/شباط الماضي، أشاد مودي بـ”الشراكة الضخمة” مع الولايات المتحدة، وأطلق عملية تفاوض لتقليل التداعيات المحتملة للتعريفات الجمركية التي فرضها ترامب.
وبينما أثنى الرئيس الأمريكي على رئيس الوزراء الهندي واصفًا إياه بـ”الصديق العظيم”، انتقد في الوقت ذاته التعريفات الجمركية المرتفعة التي تفرضها الهند، واصفًا إياها بـ”ملك التعريفات” و”المسيء الكبير” للعلاقات التجارية.
تكتسب المفاوضات التجارية بين البلدين أهمية خاصة بالنسبة للهند، لا سيما في مجالات الزراعة والأغذية المصنعة ومكونات السيارات والمعدات الطبية وصناعة المجوهرات.
كما تُعتبر الهند شريكًا دفاعيًا رئيسيًا للولايات المتحدة، حيث قامت خلال السنوات الأخيرة بضم طائرات ومروحيات وصواريخ ومعدات عسكرية أمريكية متطورة إلى قواتها المسلحة.
وفي كلمته التي ألقاها يوم الثلاثاء في مدينة جايبور، أشار فانس إلى سعي ترامب لتعزيز التعاون الدفاعي مع الهند من خلال تزويدها بالمزيد من المعدات العسكرية.
وقال فانس: “نحن بالطبع نريد أن نتعاون أكثر. نريد أن نعمل معًا أكثر، ونريد أن تشتري دولتكم المزيد من معداتنا العسكرية.”