بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
اعلان
ولا يشبه جري الطفل، في مقطع الفيديو المنشور، أيًا من ألعاب “المطاردة” أو “الاستغماية” الشائعة بين أبناء جيله، لأن “الخسارة” في مثل هذه اللحظات لن تُعوَّض في المرات القادمة، ولا يمكن لبسمة صديق أو لغمزة منه أن تلطّفها بأي شكل من الأشكال.
وكأن ذلك الطفل الأسمر يدرك قواعد اللعبة جيدًا، فيركض على ملء وجهه، يتعثّر غصبًا عنه، يسقط منه شيء من كيس الطحين، ينظر إليه بحسرة، يلوم نفسه، قصر قامته ربما، أو جسده الصغير، ثم يكمل طريقه، لأن عليه أن يفعل.
يتلفت الطفل خلفه، وكأنه يريد أن يتأكد من أن “أي رصاصة” لا تلاحقه “هو شخصيًا”، أو وكأن الموت لن يتتبعه إلى خيمته، لن يعرف له عنوانًا، وسيتركه أن يصير بين أهله “بطلًا”، يروون عنه أنه استطاع إحضار أو “انتزاع” كيس طحين في لحظة جسارة لا يقوى عليها حتى الرجال.
وبعد أن يختفي الطفل عن مرأى عدسة الكاميرا، بمساعدة طفل آخر يفوقه حجمًا بقليل، يترك ختام القصة بلا إجابة.
وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن آلاف من المدنيين، والأطفال يخاطرون بحياتهم يوميا في محاولة لجلب حصص المساعدات، التي يتم إسقاطها من الجو، وقد غرق بعضهم بسبب ذلك أو أصيب.
ويوم السبت، أعلنت وزارة الصحة في غزة إنه قد وصل المستشفيات 98 قتيلًا و1,079 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية.