نشرت في آخر تحديث

بينما كانت نتائج الانتخابات الأميركية الأخيرة تشير إلى فوز دونالد ترامب، بادر مناصرو الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية إلى فتح زجاجات الشمبانيا والرقص على أنغام البي جيز في مصنع نبيذ بعمق الأراضي المحتلة. وقد أعلن المصنع عن طرح طبعة خاصة من النبيذ الأحمر تحمل اسم الرئيس ترامب.

اعلان

يشعر أنصار الاستيطان بأن لديهم أسبابا كثيرة للاحتفال. ففي عهد ترامب الأول، سجلت مشاريع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية أرقاماً قياسية، كما اتخذت إدارته خطوات غير مسبوقة لدعم المطالب الإسرائيلية بشأن الأراضي، بما في ذلك: الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان.

وفي ظل الحروب الدائرة التي تواجهها إسرائيل حالياً، يأمل دعاة الاستيطان أن يقودهم دعم ترامب الحماسي إلى تحقيق هدفهم الأكبر بضم الضفة الغربية بشكل كامل لإسرائيل – وهي خطوة يقول المعارضون إنها ستدمر آخر آمال الدولة الفلسطينية. بل إن البعض يأمل في إمكانية إعادة توطين غزة في ظل إدارة ترامب.

وقال وزير المالية الإسرائيلي المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، يوم الاثنين: “إن شاء الله، سيكون عام 2025 عام السيادة على يهودا والسامرة”، مشيراً بذلك إلى الضفة الغربية باسمها التوراتي. وأثار هذا التصريح ردود فعل دولية غاضبة، بينما أكد سموتريتش أنه سيعمل على حشد الدعم من إدارة ترامب لتحقيق هذا الهدف.

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل سيطرت على الضفة الغربية، إلى جانب القدس الشرقية وقطاع غزة، خلال حرب الشرق الأوسط عام 1967. وترغب السلطة الفلسطينية في أن تصبح هذه المناطق جزءاً من دولتهم المستقبلية وعاصمتها القدس الشرقية، بينما ثمة من لا يعترف بإسرائيل، ولا يقبل إلا بدولة فلسطينية على كامل الأرض المحتلة عامي 1948 و 1967.

يذكر أن إسرائيل ضمت القدس الشرقية، وهو إجراء لا يعترف به معظم المجتمع الدولي، وفي عام 2005، انسحبت من غزة التي لا تزال في حالة حرب.

أما الاستيطان في الضفة الغربية، فقد شهد ازدهاراً غير مسبوق خلال فترة الاحتلال الممتدة، حيث يعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلي في نحو 130 مستوطنة وعشرات البؤر الاستيطانية غير المعترف بها دوليا. بينما تدير السلطة الفلسطينية، المدعومة من الغرب، أجزاء من الضفة الغربية يتمتع فيها معظم الفلسطينيين بحكم شبه ذاتي.

وقد تخلى ترامب في ولايته الأولى عن سياسة أميركية تقليدية كانت ترفض المستوطنات بشكل قاطع حيث قدم خطته للسلام في الشرق الأوسط التي تسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بجميع المستوطنات، كما عين سفيراً مناصرًا للمستوطنات ومعارضًا لإقامة دولة فلسطينية.

لكن بعض المؤيدين للمستوطنات لا يزالون حذرين من بعض مواقف ترامب. فقد تضمنت خطته للسلام حيزاً لدولة فلسطينية، على الرغم من أن النقاد يعتبرون هذا الطرح غير واقعي. كما أن اتفاقيات التطبيع التي توسط فيها ترامب بين إسرائيل ودول عربية أخرى قد دفعت تل آبيب إلى تجميد خطط ضم الضفة الغربية.

وفي هذه الفترة الأخيرة من إدارة بايدن، لم يُعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن سياساته المستقبلية تجاه الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن خياراته الأولية تشير إلى أن التوجه سيكون داعماً لإسرائيل، مما يزيد من احتمال أن يُعطي ترامب الضوء الأخضر لمزيد من توسيع المستوطنات.

وصرّح مايك هاكابي، الذي رشحه ترامب لمنصب السفير في إسرائيل، قائلاً: “لم يكن هناك رئيس أميركي أكثر دعماً لتأكيد سيادة إسرائيل”. وأشار إلى إمكانية استمرار هذا التوجه خلال فترة ترامب القادمة.

لكن موقف نتنياهو بخصوص الضم لا يزال غير واضح. فقد امتنع متحدث باسم رئيس الوزراء عن التعليق حول هذا الموضوع. ومع ذلك، فقد عيّن نتنياهو الناشط الصهيوني المتشدد يحيئيل ليتر سفيراً لدى واشنطن، مما يعكس دعمًا سياسيًا قويًا للتوسع الاستيطاني.

وفي الضفة الغربية، تظهر لوحات إعلانية تدعو المارة إلى الانتقال للسكن في المستوطنات الجديدة. وفي بيت إيل، بالقرب من مقر السلطة الفلسطينية في رام الله، يفتخر مشروع جديد بتقديم بنايات متعددة الطوابق لتستوعب المئات، في مشهد يحاكي ضواحي إسرائيلية حديثة النشأة.

وفي المقابل، يرى الفلسطينيون أن المستوطنات تمثل انتهاكًا للقانون الدولي وعائقاً أمام السلام، مدعومين في هذا الموقف من قبل شريحة واسعة من المجتمع الدولي. وتعتبر إسرائيل الضفة الغربية جزءاً من تراثها التاريخي، وتصرّ على أن أي تقسيم للأرض يجب أن يتم عبر المفاوضات.

شاركها.
Exit mobile version