بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست”، في تقرير ميداني نشرته الخميس، بأنها زارت موقعًا عسكريًا إسرائيليًا جديدًا وسريًا شمال قطاع غزة، أطلق عليه اسم “إسرائيله”، أُنشئ بهدف التصدي لأي محاولة توغل مستقبلية من قبل حركة حماس نحو الأراضي الإسرائيلية.

ووفقًا للتقرير، يشكل الموقع الجديد، إلى جانب موقعين قريبين آخرين، خط دفاع متقدّم ومركزًا لرصد تحركات الفصائل الفلسطينية في مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، وصولًا إلى مدينة غزة، ويمنح الجيش الإسرائيلي أفضلية في الرؤية والتموضع الاستراتيجي.

المهام العسكرية والموقع الميداني

قائد الكتيبة 969 في الاحتياط، العقيد “ت”، أوضح للصحيفة أن وحدته استغرقت عدة أسابيع لبناء الموقع بعد السيطرة على المنطقة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو إبقاء الضغط العسكري على مقاتلي حماس، وعرقلة إعادة تجميعهم، مع تعزيز فرص استعادة الأسرى الإسرائيليين.

وأشار “ت” إلى أن قواته، التابعة للواء شمال غزة في الفرقة 99 بقيادة العميد باراك حيرام، تخوض يوميًا اشتباكات متفرقة في بيت حانون، حيث قال: “نحن نواجه عشرات المسلحين في منطقة نشطة، لكننا نواصل دفعهم جنوبًا خارج ما تبقى من نطاق سيطرتهم”.

وأضاف: “لا نقف عند خط الدفاع، بل نقدّم خطوطنا إلى داخل أراضي العدو السابقة… كل انفجار، كل حركة دخان، تدفع العدو إلى الوراء”.

واقع ميداني متغيّر

وخلال الجولة، لاحظ مراسل الصحيفة تراجعًا كبيرًا في حجم المباني القائمة في بيت حانون، حيث قُدّر أن ما لا يتجاوز 5% من المنطقة لا يزال قائمًا، مقارنة بنحو 30–50% خلال زيارات سابقة في مراحل سابقة من الحرب. ويرى الجيش الإسرائيلي أن تدمير الأبنية يعيق تحركات حماس فوق الأرض ويقلّص قدرتها على التمويه.

وأوضح “ت” أن المواقع القريبة من الحدود تُستخدم لمراقبة القرى الإسرائيلية مثل كفار عزة، ناحال عوز، وسديروت، وقال: “الجنود هنا يدركون تمامًا ماذا يحمون، ومن يواجهون”.

الأنفاق والعمليات الليلية

تحدّث قائد فرقة أخرى، النقيب “أ”، عن استمرار الجيش في تدمير أنفاق حماس في بيت حانون، موضحًا أن العملية “تستغرق وقتًا؛ يجب تحديد موقع النفق، السيطرة عليه، ثم تفجيره… ونحن نقوم بذلك ليلًا”.

وأضاف: “نحاول تطويق مجموعة من عشرات المقاتلين من حماس لا يزالون مختبئين في المنطقة، ويخرجون أحيانًا لإطلاق قذائف أو زرع عبوات ناسفة”.

وبحسب الجيش، فإن الأنفاق المتبقية في المنطقة الآن هي من النوع التكتيكي الصغير، في حين جرى تدمير معظم الأنفاق الاستراتيجية، بما في ذلك تلك التي تضم مصانع أسلحة ومراكز قيادة واتصالات.

مخاوف من تغيّرات سياسية مفاجئة

في المقابل، أشار بعض الجنود إلى أن مصير الموقع العسكري مرتبط بقرارات المستوى السياسي. وأفاد التقرير أن الجنود يدركون احتمال صدور إعلان مفاجئ عن وقف لإطلاق النار أو انسحاب عسكري إسرائيلي، الأمر الذي يجعلهم في حالة تأهب دائم.

رفض العقيد “ت” توصيف الموقع كجزء من حدود إسرائيل المستقبلية بعد الانسحاب من عمق القطاع، لكنه أعرب عن أمله في أن يستمر دعمه من القيادة السياسية.

الواقع المدني والمعادلة الأمنية

وفق الصحيفة، فإن المدنيين الفلسطينيين لا يتواجدون حاليًا على مقربة مباشرة من الموقع، حيث يُقدر أن أقربهم يبعدون نحو كيلومترين في منطقة مدينة غزة. وبالتالي، فإن أي شخص يقترب يُنظر إليه على أنه قد يشكل تهديدًا عسكريًا.

وأشار التقرير إلى أن مقارنة الوضع مع الحدود الشمالية مع لبنان أظهرت فروقات ميدانية: فبينما يصعب على المدنيين العودة إلى مناطق الجنوب اللبناني القريبة من الحدود، فإن مساحة غزة الضيقة تسمح بعودة المدنيين حتى مشارف الخط الحدودي، ما يصعّب على الجيش عزل المسلحين عن السكان المدنيين.

وضع الاحتياط ومستوى الإرهاق

ذكر عدد من جنود الاحتياط، الذين يخدمون في الجولة الرابعة لهم منذ السابع من أكتوبر، أن معظم خدمتهم كانت في شمال غزة، فيما خدم بعضهم أيضًا في الضفة الغربية. وأكدوا استعدادهم لمواصلة العمليات، لكنهم عبّروا عن تفهّمهم لزملائهم الذين لم يعودوا إلى الخدمة لأسباب مهنية أو عائلية أو دراسية أو حتى بسبب الإرهاق.

شاركها.
Exit mobile version