بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
اعلان
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في الكرملين، الأربعاء، قبيل انتهاء المهلة الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفق وسائل إعلام رسمية.
وأفادت وكالة “تاس” الروسية للأنباء، نقلاً عن الكرملين، أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف”.
من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واشنطن إلى زيادة الضغط على روسيا لإجبارها على إنهاء الحرب الدائرة في بلاده منذ 2022، وذلك بعيد وصول ويتكوف إلى موسكو.
وكتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي: “من المهم للغاية تكثيف جميع أدوات الضغط التي تتمتع بها الولايات المتحدة وأوروبا ومجموعة السبع” ضد روسيا، مشيرا إلى ان الكرملين “لن يسعى فعليا إلى إنهاء الحرب إلا عندما يشعر بضغط كاف”.
وكان ويتكوف وصل إلى موسكو، يوم الأربعاء، في زيارة تهدف إلى تحقيق اختراق في ملف الحرب الأوكرانية، وذلك قبل يومين فقط من انتهاء المهلة التي حدّدها الرئيس دونالد ترمب لروسيا من أجل القبول باتفاق سلام، أو مواجهة حزمة جديدة من العقوبات.
وبحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز”، استُقبل ويتكوف عند وصوله من قبل كيريل دميترييف، مبعوث الاستثمار الروسي ورئيس صندوق الثروة السيادي. وبثّت وسائل إعلام رسمية صورًا للرجلين وهما يتمشيان سويًا في حديقة قريبة من الكرملين، في حديث بدا مطولًا.
ونقل مصدر مطّلع على جدول أعمال الزيارة للوكالة، من واشنطن، أن ويتكوف سيلتقي كبار المسؤولين الروس، فيما أعلن الكرملين أنه من “المحتمل” أن يعقد اجتماعًا مع الرئيس فلاديمير بوتين، دون أن يؤكّد ذلك رسميًا.
ترمب يضغط وبوتين غير مكترث
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تزداد إحباطاته من عدم إحراز تقدم في جهود السلام بأوكرانيا، هدّد بفرض رسوم جمركية صارمة على الدول التي تواصل شراء الصادرات الروسية، وركّز بشكل خاص على الهند التي تُعد، إلى جانب الصين، من أكبر مستوردي النفط الروسي.
لكن الكرملين وصف هذه التهديدات بأنها “غير قانونية”، بينما نقلت “رويترز” عن ثلاثة مصادر مقربة من القيادة الروسية، أن بوتين لا ينوي الخضوع لإنذارات ترامب، إذ يرى أنه يحقق تقدمًا ميدانيًا في الحرب، ويُعطي الأولوية لأهدافه العسكرية على حساب تحسين العلاقات مع الغرب.
وقال المحلل النمساوي غيرهارد مانغوت، وهو عضو في مجموعة من الأكاديميين والصحافيين الغربيين الذين التقوا بوتين على مدار السنوات الماضية: “زيارة ويتكوف تمثل محاولة أخيرة لإيجاد مخرج يحفظ ماء الوجه للطرفين، لكن لا أعتقد أن هناك مجالًا فعليًا لأي تسوية”.
وأضاف في اتصال هاتفي مع “رويترز”: “ستواصل روسيا القول إنها مستعدة لوقف إطلاق النار، لكن فقط ضمن شروطها التي تكرر طرحها منذ عامين أو ثلاثة”.
وتابع: “ترامب سيكون تحت ضغط لتنفيذ تهديداته بفرض رسوم جمركية على جميع الدول التي تشتري النفط والغاز وربما اليورانيوم من روسيا”.
تشكيك بجدوى العقوبات
بحسب المصادر الروسية، فإن بوتين لا يتوقع أن يكون للعقوبات الأميركية الجديدة تأثير حقيقي، بعد ثلاث سنوات ونصف من الحظر الاقتصادي المتواصل. وأوضحت تلك المصادر أن بوتين لا يسعى إلى استفزاز ترامب، ويدرك أنه يضيّع فرصة محتملة لتحسين العلاقات مع واشنطن، لكن “أولوياته الحربية تتفوق على أي اعتبارات دبلوماسية”.
ويتكوف، وهو ملياردير في قطاع العقارات، لم يكن يملك أي خبرة دبلوماسية قبل انضمامه إلى فريق ترامب في يناير الماضي. ورغم ذلك، أُسندت إليه ملفات معقّدة، من بينها السعي إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا وغزة، إلى جانب المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقد وُجّهت انتقادات حادة لويتكوف، واعتُبر في غير موقعه حين دخل في مواجهة مباشرة مع بوتين، الذي يحكم روسيا منذ 25 عامًا. وخلال زيارته السابقة إلى موسكو في أبريل، جلس ويتكوف بمفرده على طاولة المفاوضات مقابل بوتين، ودميترييف، ومستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف، دون وجود أي دبلوماسيين أميركيين إلى جانبه.
وفي مارس الماضي، وخلال مقابلة مع الصحافي تاكر كارلسون، أثار ويتكوف الجدل عندما قلل من شأن الأهداف الروسية، قائلاً إنه لا يرى سببًا يجعل موسكو ترغب في ضم أوكرانيا أو السيطرة على المزيد من أراضيها، واصفًا فكرة أن بوتين قد يغزو أوروبا بـ”العبثية”.
لكن أوكرانيا وعددًا من حلفائها الأوروبيين يرون عكس ذلك تمامًا. بينما تنفي موسكو باستمرار أي نوايا تجاه أراضي حلف شمال الأطلسي، وتعتبر تلك المزاعم انعكاسًا لما تصفه بـ”العداء الأوروبي” و”الروسوفوبيا”.