بقلم: يورو نيوز
نشرت في
اعلان
فتش عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي منزل جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ضاحية بيثيسدا بولاية ماريلاند، ضمن ”تحقيق أمني”.
وبدأت عملية التفتيش عند الساعة السابعة صباحًا، بعد إصدار أمر قضائي من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، وفي منشور له على منصة “اكس” كتب باتيل: “لا أحد فوق القانون.. عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في مهمة”، دون الإشارة مباشرة إلى بولتون.
وأعادت المدعية العامة بامي بوندي نشر الرسالة مؤكدة أن “العدالة ستلاحق الجميع” فيما أكد متحدث باسم المكتب أن النشاط كان “مصرحًا به قضائيًا”، وهو جزء من تحقيق وطني يتعلق بالأمن القومي.
من جهة أخرى، وصفت ميغان هايس، المستشارة السابقة في إدارة بايدن، التفتيش بأنه “مسيس وانتقامي”، فيما سخر روجر ستون، الحليف المقرب من ترامب، من بولتون قائلاً: “كيف تشعر عندما يُدهم منزلك فجراً؟”.
وأوضحت المصادر أن عملية التفتيش تمت في وقت لم يكن بولتون متواجدًا بالمنزل. وبعدها التقى لاحقًا مع محققين من المكتب في مقر عمله بالعاصمة واشنطن، ولم يتم توقيفه أو توجيه أي اتهامات رسمية له حتى الآن.
خلفية بولتون ومسيرته السياسية
يُعرف عن بولتون أنه يتمتع بتاريخ طويل في السلك الدبلوماسي والسياسي الأمريكي، فهو سياسي ودبلوماسي ومحام أمريكي، معروف بمواقفه الصارمة كأحد وجوه اليمين المحافظ، وبدوره في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث دافع عن غزو العراق ودعا لضرب إيران وتقويض الأمم المتحدة.
وشغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب بين 2018 و2019، كما كان سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وهو ما أعطى تصريحاته ومواقفه ثقلًا سياسيًا كبيرًا.
وبعد مغادرته البيت الأبيض، أصبح بولتون من أبرز النقاد لترامب، وكتب كتابًا سلط فيه الضوء على ما اعتبره إخفاقات الإدارة الأمريكية وسياسات غير مؤهلة للرئيس، وهو كتاب أثار جدلاً واسعًا على الصعيدين السياسي والقانوني.
وخلال ولاية ترامب، فتحت وزارة العدل تحقيقًا جنائيًا حول مزاعم احتواء كتابه الغرفة التي حدثت فيها الأمور على معلومات سرية، لكن المحكمة رفضت محاولة الإدارة منع نشر الكتاب، وأُغلِق التحقيق لاحقًا في عهد إدارة بايدن، وهو ما سمح لبولتون بمواصلة نشر رؤيته وانتقاداته دون عوائق قانونية مباشرة.
ويستمر بولتون في توجيه الانتقادات لسياسات ترامب، لا سيما في المجال الخارجي، حيث علق مؤخرًا على قمة ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، واصفًا القمة بأنها “فوز واضح لبوتين”، مشيرًا إلى أن ترامب “لم يخسر لكنه بدا متعبًا”، ولم يتم خلال اللقاء تحقيق أي تقدم ملموس في إنهاء الحرب في أوكرانيا، وفق قوله.
كما كان لبولتون موقف حازم من ترشيح كاش باتيل لمنصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إذ طالب مجلس الشيوخ برفضه تمامًا قبل أن يتم تأكيده لاحقًا، وهو ما يعكس استمرار الخلافات بين بولتون والإدارة السابقة على مستويات متعددة، سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية.
التوتر بين ترامب ومستشاريه السابقين
وفي سياق التوتر المستمر بين ترامب ومستشاريه السابقين، ألغى الرئيس الجمهوري في أول يوم لعودته إلى المنصب هذا العام التصريحات الأمنية لأكثر من 48 مسؤولًا سابقًا في أجهزة الاستخبارات، من بينهم بولتون.
كما كان بولتون من بين ثلاثة مسؤولين سابقين ألغى ترامب حراستهم الأمنية في وقت سابق من العام الجاري.