بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
أثار الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله نعيم قاسم مواقف سياسية متباينة في لبنان، وفي هذا الإطار رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن خطاب قاسم “مرفوض بالمقاييس كلها”، معتبراً أنه يشكّل “تهديداً مباشراً للحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى، وللأكثرية النيابية التي منحت هذه الحكومة الثقة بالدرجة الثانية، وللمؤسسات الدستورية كافة في لبنان، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة”، مضيفاً أنه “تهديد مباشر أيضاً لكل لبناني حر”.
وأضاف جعجع: “إذا كان قاسم يَفترض أنّه لم يَعُد في لبنان لبنانيون أحرار، فهو مخطئ، بل مخطئ جداً. وإذا كان يَفترض أنّه بهذه الطريقة يفرض هيبته غير الموجودة أصلاً على هؤلاء اللبنانيين الأحرار، فهو مخطئ أيضاً وأيضاً وأيضاً”.
وأكد جعجع: “في هذه اللحظات الحساسة من تاريخ لبنان، نقف جميعًا كلبنانيين أحرار، ونحن نشكّل الأكثرية الكبرى في لبنان، خلف مؤسساتنا الدستورية، ممثلة خصوصاً برئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة اللذين يسعيان بكل ما أوتيا من وطنية واندفاع وقوة إلى إعادة لبنان إلى نفسه، وإلى إعادة الدولة الفعلية إلى انتظامها، وإلى إعادة أصدقاء لبنان إليه، وإلى إعادة المجتمع الدولي أيضًا إلى جانبه”.
وختم جعجع بالقول: “إن المرحلة التي نعيش هي مرحلة تأسيسية بامتياز، ولن نألو جهداً في دعم مؤسساتنا الدستورية، والوقوف جميعاً خلفها وإلى جانبها، ولن نألو جهداً في بذل كل ما يمكن في سبيل عدم السماح لأيّ كان بإفشال هذه المحاولة من جديد”.
قاسم: لن نسلم السلاح والحكومة تتحمل مسؤولية أي انفجار داخلي
وفي كلمة له أمس الجمعة 25 آب/أغسطس أكد نعيم قاسم أن “المقاومة هي شرف وعزة ووطنية وسيادة، وهي تعطي الشهادة ولا تحتاج إلى شهادات رسمية ولا شهادات من مستكبرين، وهي عطاءات تعطي نجاحاتها عبر الزمن، واليوم لا يمكننا أن نتحدث عن السيادة دون الحديث عن المقاومة”.
وانتقد قاسم قرار الحكومة الأخير معتبراً أنه “بتجريد المقاومة وشعب المقاومة ولبنان من السلاح الدفاعي أثناء العدوان، يعني تسهيل قتل المقاومين وطردهم من أرضهم وبيوتهم، والحكومة تقوم بخدمة المشروع الإسرائيلي أكانت تدري أم لا تدري”، ورأى أنها “تنفذ الأمر الأميركي الإسرائيلي بإنهاء المقاومة ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية وفتنة داخلية”، مشيراً إلى “فرح إسرائيل وتعبيرات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
وأوضح قاسم أن “الحكومة اتخذت قراراً خطيراً جداً يخالف ميثاق العيش المشترك ويعرض البلد لأزمة كبيرة”، محذراً من “زج الجيش في الفتنة الداخلية”. وكشف أن “حزب الله وحركة أمل اتفقا على تأجيل فكرة التظاهرات في الشارع لإعطاء فرصة للنقاش والتعديلات، ولكن إذا فرضت علينا فنحن مستعدون لها ولا خيار أمامنا، وحينها تخرج تظاهرات تعم لبنان وتذهب إلى السفارة الأميركية وتقوم بأعمال لها علاقة بنصرة الحق وإبراز الحضور”.
وفي ما خص سلاح الحزب، حسم قاسم الموقف قائلاً: “لن تسلم المقاومة سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم، وسنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأميركي مهما كلفنا، ونحن واثقون أننا سننتصر في هذه المعركة. وشدد على أن “الحكومة اللبنانية تتحمل كامل المسؤولية لأي فتنة يمكن أن تحصل، نحن لا نريدها ولكن هناك من يعمل لها. تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي انفجار داخلي وأي خراب للبنان، وتتحمل مسؤولية في تخليها عن واجبها في الدفاع عن أرض لبنان وعن مواطنيها”.
وأضاف: “قوموا بوظيفتكم في تأمين الاستقرار والدفاع عن لبنان وحمايته، وليس المشاركة في العدوان على مكون بأكمله وعلى كل المؤيدين للمقاومة من مختلف الجهات والطوائف والمناطق. فلنكن معاً في بناء البلد لنربح جميعاً. هذه أرضنا ووطننا معاً، نحيا بعزة ونبني سيادته معاً. أو لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا. لا يمكن أن يُبنى لبنان إلا بكل مقوماته، إما أن يبقى ونبقى معاً، وإما على الدنيا السلام. وأنتم تتحملون المسؤولية، وعلى الله الاتكال”.
سلام يرفض كلام قاسم: يحمل تهديدًا بالحرب الأهلية
من جهته، رفض رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام كلام قاسم، معتبرا انه “يحمل تهديدا مُبطنا بالحرب الأهلية، ولا يوجد أحد في لبنان اليوم يريد الحرب الأهلية، والتهديد والتلويح بها مرفوض تماماً”.
وتابع :”الحديث عن أن الحكومة اللبنانية تنفذ مشروعا أميركيا إسرائيليا هو حديث مردود … قراراتنا لبنانية صرف، تصنع في مجلس وزرائنا ولا احد يمليها علينا، واتفاق الطائف ميثاقنا وهو ينص بشكل صريح على “بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية”. لا يوجد أي حزب في لبنان مخوّل بحمل السلاح خارج نطاق الدولة اللبنانية”.
وأضاف :”لم يطلب احد تسليم سلاح حزب الله للعدوّ الاسرائيلي كما يروّج البعض، بل للجيش اللبناني الذي نرفض التشكيك في وطنيّته، حذار التصرفات اللامسؤولة التي تشجع على الفتنة”.
