وفي أحدث جولة من السجالات، وصف ماسك أحد أبرز مستشاري ترامب بـ”الأحمق”. وجاء ذلك في أعقاب تعليقات أدلى بها المستشار التجاري بيتر نافارو، الذي هاجم ماسك خلال مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي” يوم الإثنين، قائلًا: “إنه ليس صانع سيارات، بل مجرد جامع للسيارات”.
ماسك، مالك شركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، لم يتأخر في الرد، وكتب على منصته “أكس” واصفًا نافارو بأنه “أكثر غباءً من كيس من الطوب”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن “تصريحاته تفتقر إلى الدقة بشكل فادح”. كما ألمح إلى رفضه للسياسات الجمركية التي أربكت الأسواق العالمية هذا الأسبوع.
وفي تعليق على الخلاف، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت يوم الثلاثاء: “من الواضح أنهما شخصان لديهما وجهات نظر مختلفة للغاية بشأن التجارة والتعريفات الجمركية”، مضيفة بسخرية: “الأولاد يبقون أولادًا، وسنترك هذا السجال العلني يستمر”.
وإنّ تزايد الشكوك بشأن العلاقة بين أغنى رجل في العالم وترامب تعزز بالتقارير التي تحدثت عن محاولة فاشلة من ماسك لإقناع الرئيس الأمريكي بالتراجع عن الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الأسبوع الماضي، في خطوة وصفها ترامب بـ”يوم التحرير”.
وبحسب مصادر، فإن ماسك، الذي يرأس أيضًا فريقًا غير رسمي يُعنى بتحسين كفاءة الحكومة ويُعرف اختصارًا بـDOGE، قد ينسحب من هذا الفريق قريبًا.
وفي محاولة لاحتواء التوتر، قال نائب الرئيس جي دي فانس، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” يوم الخميس الماضي، إن ماسك سيبقى “صديقًا ومستشارًا”. وأضاف: “جاء إيلون وقلنا له: نحن بحاجة إليك لجعل الحكومة أكثر كفاءة، ولتقليص البيروقراطية التي تحبط إرادة الشعب الأمريكي وتكلف الكثير من المال”.
وتابع: “اتفقنا على أن المهمة ستستغرق نحو ستة أشهر، وهذا ما وقع عليه ماسك. لكنه سيواصل دوره كمستشار، وبالمناسبة، عمل وزارة التعليم العالي لم يقترب حتى من الاكتمال، كما أن مهمة إيلون لم تنتهِ بعد”.
الانتقادات تتسع داخل المعسكر المؤيد لترامب
إلى جانب ماسك، انضم عدد من أبرز حلفاء ترامب إلى إلى قائمة المعترضين على الرسوم الجمركية من بينهم ديف بورتنوي، مالك شركة Barstool Sports، ومدير صندوق التحوط الملياردير بيل أكمان، والمقدم المحافظ جو روغان.
روغان، أحد أشهر مقدمي البودكاست في الولايات المتحدة، وكان قد دعم ترامب عشية انتخابات العام الماضي، قال في آذار/ مارس الماضي إن العداء مع كندا كان “غبيًا”، وأبدى أسفه لأن الكنديين عبّروا عن رفضهم للتعريفات الجمركية من خلال هتافات غاضبة خلال المباريات الرياضية التي شاركت فيها فرق من البلدين.
كما خالف روغان ترامب مؤخرًا في ملفات أخرى، من بينها عمليات الترحيل الجماعي، حيث وصف إحدى عمليات احتجاز المهاجرين بـ”المروعة”.
ونافارو، الذي يُعدّ من أبرز المؤيدين لسياسات ترامب، اعتبر أن العجز التجاري ما هو إلا “حصيلة غش جماعي” مارسته الدول الأخرى ضد الولايات المتحدة.
غير أن الرسوم الجمركية الأخيرة، التي اعتبرها محللون انعكاسًا لرؤية مضللة للتجارة العالمية تغذّيها هواجس ترامب بشأن العجز التجاري، أدت إلى اضطرابات في الأسواق المالية العالمية، وزادت من احتمالات الركود، كما هددت التحالفات الاقتصادية والسياسية التي أمنت مناخًا ملائمًا للنمو الاقتصادي العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
المصادر الإضافية • AP