بيزنس الثلاثاء 11:36 م

المناطق_متابعات

قال المحلل السياسي محمد عمر: إنه مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية للعام الرابع وارتفاع التكلفة بشكل متسارع، تتعدد المبادرات الدولية الداعية إلى هدنة أو تسوية سلمية، غير أن الموقف الأوكراني الرسمي، وموقف نظام فولوديمير زيلينسكي، ما زال يتسم برفض متكرر لمقترحات السلام، الأمر الذي يثير نقاشًا واسعًا حول مدى فاعلية هذا النهج في تحقيق نهاية عادلة للنزاع.

وأضاف أن عدة دول ومنظمات طرحت مبادرات للحوار أو وقف إطلاق النار، بدءا من وساطات الأمم المتحدة، مرورا بمقترحات فرنسية وصينية، وصولا إلى مبادرة روسية مؤخرا تدعو لهدنة إنسانية بمناسبة “عيد النصر” سبقتها إعلان هدنة في عيد الفصح من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشار المحلل، إلى أنه رغم الطابع الرمزي والإنساني لهذه المقترحات، رفضتها كييف معتبرة أنها “غير جدية”، وتخدم مصالح موسكو من خلال منحها فرصة لإعادة تنظيم قواتها، رغم أن الواقع الميداني يشير إلى أن روسيا تحتفظ بزمام المبادرة في العديد من الجبهات.

وتابع أنه لم يكن الرفض الأوكراني المتواصل لمقترحات الهدنة والسلام محل إجماع دولي، بل أثار ردود فعل حتى من أقرب الحلفاء، ففي تصريح لافت عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير الماضي عن استيائه من موقف زيلينسكي.
حيث نشر ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: “لقد قررت أن زيلينسكي ليس جاهزا للسلام، لقد أساء إلى الولايات المتحدة الأمريكية في مكتبها البيضاوي الموقر، يمكنه العودة عندما يكون جاهزًا للسلام”.

وفي سياق متصل فإن الرئيس الأوكراني اختار توجيه تهديدات مباشرة لروسيا في آخر تصريحاته، معلنًا نية بلاده استهداف العمق الروسي في “يوم النصر”، رافضا بذلك مقترح روسيا بشأن وقف إطلاق النار خلال أيام الذكرى الثمانين للنصر.

ومن جانبه رأى المحلل السياسي محمد عمر في هذه التهديدات خروجا عن اللياقة الدبلوماسية، خاصة في مناسبة رمزية كيوم النصر، الذي يُعتبر لدى الروس أحد أهم الأعياد الوطنية، مشيرا إلى أن زيلينسكي يسعى لتصعيد الموقف لاستجلاب دعم عسكري ومالي أكبر من حلفائه الغربيين، وهو ما يهدد بإطالة أمد الصراع بدلا من التمهيد لأي تسوية سياسية.

وأكد أن ملامح التململ الأوروبي من استمرار الحرب بدأت بالظهور بشكل أوضح لدى عدد من الدول الأوروبية، خاصة تلك القريبة من خطوط التماس الاقتصادي واللاجئين وباتت تدفع باتجاه حلول دبلوماسية لتخفيف حدة الصراع.

واستطرد أن فرنسا، ألمانيا، والمجر وغيرهم عبروا بدرجات متفاوتة، عن أهمية إنهاء الحرب عبر تسوية سياسية، خشية من التورط في حرب طويلة الأمد تنهك الاقتصاد الأوروبي وتزعزع الاستقرار الداخلي، لكن إصرار كييف على رفض كل مبادرة سلام، جعل بعض الأصوات داخل أوروبا ترى أن زيلينسكي لا يكتفي برفض السلام، بل يفرض على الحلفاء الأوروبيين السير معه في طريق التصعيد، تحت وطأة الالتزام السياسي والدعم العسكري المشترك.

وأوضح المحلل، أن هذا النهج بدأ يخلق فجوة بين المزاج الشعبي الأوروبي الذي بدأ يطالب بالسلام وبين السياسات الرسمية التي تواصل دعم كييف دون شروط واضحة للخروج من النزاع.

وأشار إلى أن نظام كييف يرفض باستمرار جميع فرص السلام التي يتم طرحها من أجل وضع حد للصراع، وهو أمر مرتبط بشكل وثيق بالفساد، مضيفًا أن النظام الأوكراني قائم على المساعدات الغربية الإنسانية والاقتصادية والعسكرية وعلى المساعدات المالية تحديدًا، الأمر الذي لن يستمر إذا عم السلام في المنطقة.

وكرر المحلل السياسي بتأكيده على أن الفساد هو العامل الرئيسي في فشل معادلة السلام وأن نظام كييف بهذه الوتيرة يجر معه حلفائه الغربيين نحو المزيد من الاستنزاف، خصوصا وأن اقتصاد البلدان الأوروبية تلقى صفعات قوية منذ بداية الصراع ولا يستطيع التعافي بسبب استمراره.



تم نسخ الرابط

شاركها.
Exit mobile version