مع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تتسارع الأحداث في مسار الحرب على أوكرانيا.. وآخر تلك المستجدات: أنباء عن استعداد القيصر الروسي للتفاوض مع ترامب حول إنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2020.. فما مدى صحة ذلك؟ وهل سيصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار؟ وما شروط ذلك؟

اعلان

قالت خمسة مصادر مطلعة على ما يدور في كواليس الكرملين: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس مستعدا لتقديم تنازلات تذكر، ويصر على تخلي كييف عن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ناتو، ومع ذلك فإنه “منفتح” على مناقشة أمور مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب من بينها: وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.

خمسة من المسؤولين الروس، منهم من لا يزال على رأس عمله، أكدوا لوكالة رويترز للأنباء: أن الكرملين قد يوافق على نطاق واسع على تجميد الصراع على طول الخطوط الأمامية. وجاء ذلك في أول تقرير يحتوي على تفاصيل تتعلق بما قد يقبله بوتين ضمن أي صفقة يكون ترامب وسيطا فيها.

وكان بوتين قال هذا الشهر إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يعكس “الحقائق” على الأرض، لكنه يخشى من هدنة قصيرة الأمد، تتمكن أوكرانيا في أثنائها أن تعيد تسليح نفسها بدعم من الغرب.

وأوضح في تصريحاته بالسابع من تشرين الثاني/ نوفمبر: “إذا لم يكن هناك حياد، فمن الصعب أن نتخيل وجود أي علاقات حسن جوار بين روسيا وأوكرانيا”.

وعزا ذلك بالقول: “لأن هذا يعني أن أوكرانيا سوف يتم استتخدامها دوما كأداة في الأيدي الخاطئة، وذلك على حساب مصالح الاتحاد الروسي”. 

خط المواجهة الشرقي

إن هؤلاء المسؤولين رفضوا الكشف عن أسماءهم لحساسية الموضوع، وقال ثلاثة منهم إنه من الممكن أن يكون هناك مجال للتفاوض بشأن تقسيم المناطق الأربعة الشرقية -دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون- بدقة. وهي مناطق تقول موسكو إنها جزء من روسيا.

وتسيطر قواتها على نسبة ما بين السبعين والثمانين في المئة من تلك الأراضي. ولكن في المقابل هناك نحو ستة وعشرين ألف كيلومتر مربع ما تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.

وقال اثنان من المسؤولين إن روسيا من الممكن أن تكون منفتحة كذلك على أن تنسحب من المساحات الصغيرة نسبيًا من الأراضي التي تسيطر عليها في منطقتي خاركيف وميكولايف، في شمال أوكرانيا وجنوبها.

“تجميد الصراع لن ينجح”

قال مصدران إن قرار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن بالسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أميركية من طراز أتاكمس في عمق روسيا قد يعقد أي تسوية، ويؤخرها. وقال المصدران إنه إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإن روسيا ستواصل القتال.

يأتي ذلك بعد أن استخدمت كييف الصواريخ لضرب الأراضي الروسية لأول مرة يوم الثلاثاء وفقا لموسكو، التي نددت بهذه الخطوة باعتبارها تصعيدا كبيرا.  

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لرويترز قبل ساعات من إعلان الروس عن الضربات: “لقد قال بوتين بالفعل إن تجميد الصراع لن ينجح بأي حال من الأحوال. إن تقديم الصواريخ هو تصعيد خطير للغاية من جانب الولايات المتحدة”.

في الجهة الأخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لن ترتاح حتى يتم طرد آخر جندي روسي من أراضيها.

حدد بوتين شروطه الأولية لإنهاء الحرب على الفور في الرابع عشر من يونيو/حزيران، ويشمل ذلك أن تتخلى أوكرانيا عن طموحاتها في حلف شمال الأطلسي، وسحب قواتها من أربع مناطق أوكرانية تطالب بها روسيا وتسيطر على أغلبها.

وبالرغم من ذلك لا توجد مشكلة لدى موسكو في مناقشة الضمانات الأمنية لكييف، وفقًا للمسؤولين الخمسة الحاليين والسابقين.

وقال ديمتري سيمز أحد أفضل الخبراء الروس اتصالاً بأمريكا – وقد هاجر إلى الولايات المتحدة من الاتحاد السوفييتي في عام 1973-:”سيكون من الصعب للغاية التوصل إلى صفقة كبرى لأن مواقف الجانبين متباعدة للغاية” حسب رأيه.

شاركها.
Exit mobile version