مع انتهاء العمل بالتوقيت الصيفي في أوروبا، يحذر الخبراء من أن تغيير التوقيت قد يضر بالصحة، ومن المحتمل أن يكون الاضطراب الناجم عنه أكثر تأثيراً مما نعتقد. فما هي الآثار الصحية المحتملة؟
في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر فريق من الباحثين في “الجمعية البريطانية لأبحاث النوم” بياناً يحث فيه الحكومة البريطانية على إلغاء تغييرات الساعة. ويدعو البيان، الذي نُشر في مجلة أبحاث النوم، إلى اعتماد التوقيت القياسي على مدار العام لأنه يتماشى مع ”دورات الضوء والظلام الطبيعية في النهار والليل“.
وشرح مالكولم فون شانتز، عضو مركز نورثمبريا لأبحاث النوم، في بيان: ”إن استعادة التوقيت القياسي الدائم يعني أن ساعاتنا ستكون متوائمة بشكل وثيق مع التوقيت الشمسي، وسيعود ذلك بفوائد إضافية على الصحة بسبب زيادة التعرض لأشعة الشمس في الصباح”.
ويجد الباحثون أن الحفاظ على روتين جيد للنوم والتعرض لضوء النهار الطبيعي في الصباح عنصران مهمان لصحة الإنسان وأن أي خلل في أي من هذين العاملين قد يؤدي إلى آثار صحية سلبية.
ما هي الآثار الصحية للتوقيت الصيفي؟
من بين الآثار السلبية لتغيير الساعة واعتماد التوقيت الصيفي هو التأثير على الساعة البيولوجية للإنسان التي تعمل على مدار 24 ساعة، ووفقًا للباحثين. وأنها تلعب دورًا في تنظيم وظائف الجسم الأساسية، بما في ذلك النوم وإفراز الهرمونات والتمثيل الغذائي والمزاج.
أوضحت الدكتورة ميغان كروفورد، كبيرة المحاضرين في علم النفس في جامعة ستراثكلايد والمؤلفة الرئيسية للبيان أنّ “في فصلي الربيع والخريف، يكون شروق الشمس متأخرًا قليلًا، لذا فإن الاستيقاظ مبكرًا بساعة قد يجعلنا نستيقظ في الظلام.
وأضافت في حديثها لـ”يورونيوز هيلث”: “هذا أمر إشكالي حقًا لأننا نحتاج إلى ضوء الشمس في الصباح من أجل تنظيم ساعات أجسامنا وللحصول على نوم مثالي”.
من جهة أخرى، وجد تحليل يستند إلى سبع دراسات شملت أكثر من 100,000 مشارك أن هناك خطرًا أكبر بكثير للإصابة بالنوبات القلبية في الأسابيع التي تلي تغيير التوقيت الصيفي في الربيع والخريف.
ووجدت دراسة أخرى أجراها باحثون في فنلندا أن حالات دخول المستشفيات بسبب السكتة الدماغية زادت في أول يومين بعد تغيير التوقيت. كما ربطت الأبحاث ذلك أيضًا بارتفاع في مشاكل الصحة العقلية واضطرابات المزاج، خاصة لدى الأفراد المعرضين للخطر، بما في ذلك زيادة معدلات الانتحار في الأسابيع التالية لبدء العمل بالتوقيت الصيفي.
موقف أوروبا من التوقيت الصيفي
في عام 2018، اقترحت المفوضية الأوروبية إنهاء العمل بالتوقيت الصيفي في الاتحاد الأوروبي. وكجزء من الاقتراح، أجرت أيضًا استشارة عبر الإنترنت لتحديد آراء سكان الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع.
كان التأييد لإنهاء تغيير الساعة كبيراً، حيث تراوحت نسب التأييد بين 95 في المائة في بولندا وفنلندا و44 في المائة في اليونان.
أظهرت الإجابات أن الأغلبية الساحقة من المستجيبين فضلت إنهاء العمل بالتوقيت الصيفي، فقد بلغت نسبة المؤيدين للتغيير 84 في المائة في المتوسط بجميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. إلاّ أن المجلس الأوروبي لم يوافق على الأمر، واستمر الانتقال إلى التوقيت الصيفي.