شهدت مدينة حلب تحولاً جذرياً في نهاية نوفمبر عندما نجح المسلحون في إخراج الجيش السوري من ثاني أكبر المدن في البلاد، وبعد مرور شهر، يعيش سكان العاصمة الاقتصادية لسوريا واقعاً جديداً تحت قيادة حكومة انتقالية تقودها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا).
وقد جرى الإعداد للسيطرة على حلب بشكل محكم، حيث انتشرت في الشوارع ملصقات تحمل رموز الاستجابة السريعة التي تحيل المواطنين إلى مجموعات واتساب بهدف إطلاعهم على الشؤون اليومية للمدينة. ويبدي السكان موقفاً إيجابياً، خاصة مع ظهور بوادر تحسن في الظروف المعيشية، مثل توفر زيت الطهي والمشروبات الغازية المستوردة من تركيا.
وفي مبنى الشرطة العسكرية، يقوم جنود سابقون في جيش السوري بتسليم أسلحتهم للقيادة التابعة للحكام الجدد في دمشق. ويقول عمار صقر، الذي كان مقاتلاً في هيئة تحرير الشام قبل شهر: “نحاول ترك الماضي خلفنا. نريد أن نثبت للعالم، وخاصة للسوريين، أننا مختلفون.”
ويؤكد فواز هلال، ممثل هيئة تحرير الشام في حلب: “نعتبر أنفسنا خداماً للشعب. إذا اختارنا الشعب، نؤدي واجبنا، وإذا لم يخترنا، فنحن نتقبل ذلك أيضاً.”
تغييرات سريعة وإدارة جديدة
وقد شهدت حلب تحولات سريعة منذ سيطرة المعارضة المسلحة عليها نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، حيث اختفت صور الأسد من الشوارع، وحلت محلها لافتات “حكومة الإنقاذ”، تدعو بعض اللافتات الموظفين للعودة إلى عملهم دون خوف، وتَعِدُ أخرى بتحسين الظروف الاقتصادية.
يقول فواز هلال، ممثل هيئة تحرير الشام في مكتب المحافظ السابق: “توقعنا أن تكون المعركة صعبة، لكن بفضل الله حررنا حلب دون إراقة دماء.” ويضيف أنهم يسعون لاستقطاب الموظفين السابقين للعمل تحت الإدارة الجديدة.
تعاني المدينة من الفقر ومن الأضرار الواسعة التي تسبّب فيها القصف والمعارك، فيما يبدي بعض التجار تفاؤلاً حذراً، إذ يقول أحد أصحاب المتاجر: “الوضع الاقتصادي أفضل الآن، نحصل على منتجات من تركيا، ولم نعد ندفع ضرائب باهظة للنظام.”