بقلم: يورو نيوز
نشرت في
اعلان
وتحوّل النزاع الأسري بين بلوك وزوجها السابق، شتيفن هينسل، إلى قضية رأي عام تتابعها الصحف الألمانية عن كثب، بسبب ما توصف به القضية من “سيناريو مخابراتي”، بعد ورود أسماء جواسيس إسرائيليين ومسؤولين أمنيين ألمان سابقين ضمن لائحة المتهمين أو الشهود.
تفاصيل “عملية اختطاف معقدة”
وفقاً للادعاء العام، يُزعم أن بلوك استعانت بشركة أمنية دولية لتنفيذ عملية اختطاف عبر الحدود، استهدفت طفليها – اللذين كانا يبلغان من العمر 10 و13 عاماً – أثناء احتفالات رأس السنة 2023-2024 في منزل والدهما بجنوب الدنمارك، قرب الحدود الألمانية.
وذكرت الوثائق أن فريق الخاطفين قام بالاعتداء على الأب، ثم اقتاد الطفلين إلى غابة، عبرا خلالها جدول ماء، قبل أن يتم تكميم أفواههما وتقييد أحدهما، وسط تهديدات بالقتل من أحد الرجال. تمكّنت الشرطة الدنماركية من تتبعهم سريعاً، بفضل جهاز تتبع زرعه الأب في ملابس ابنه.
لاحقًا، نُقل الطفلان إلى مزرعة في ولاية بادن-فورتمبيرغ جنوب ألمانيا، حيث احتُجزا في مقطورة متنقلة إلى أن وصلت والدتهما في 2 يناير 2024 لنقلهما إلى منزلها في هامبورغ. وبعد أيام، تدخلت الشرطة الألمانية وأعادتهما إلى الدنمارك، بناءً على طلب رسمي من سلطات كوبنهاغن.
شريكها العاطفي والإعلامي في قفص الاتهام
يُحاكم إلى جانب كريستينا بلوك شريكها الحالي، الإعلامي الرياضي الشهير غيرهارد ديلينغ، والذي يُتهم بالمساعدة في تنظيم عملية النقل والتسليم. وينفي كلاهما التهم الموجهة إليهما.
كما تشمل قائمة المتورطين المحتملين أوغست هانينغ، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الألمانية (BND)، والذي تتهمه النيابة بأنه كان وسيط الاتصال بين بلوك والشركة الأمنية الإسرائيلية المشتبه بتنفيذ العملية. هانينغ، الذي دافع علناً عن بلوك، ينفي أي تورط في العملية.
“محاولة تشويه سمعة الأب”
وتتضمن لائحة الاتهام بنداً إضافياً، يتهم بلوك بمحاولة تلفيق تهم جنسية لزوجها السابق، من خلال زرع مواد مزيفة تتعلق باعتداءات على الأطفال داخل ممتلكاته. بلوك تنفي هذه التهمة أيضاً، وتقول إن الشركة الأمنية تصرّفت من تلقاء نفسها، وإن والدتها، التي توفيت قبل الحادثة بتسعة أشهر، هي من موّلت العملية.
الدفاع عن بلوك يركز على كونها “أمًا يائسة” لجأت إلى هذا المسار بعد أن رفض هينسل إعادة الأطفال إلى ألمانيا في ختام زيارة مبرمجة عام 2021، رغم امتلاكها حكم حضانة نهائي من محكمة ألمانية. في المقابل، رفضت السلطات الدنماركية الاعتراف بالحكم الألماني، ومنحت الأب الحضانة القانونية، وهو ما أدى إلى صدام قضائي عابر للحدود.
جد لا يرى أحفاده
تعيش الطفلتان حالياً مع والدهما في عنوان سري في الدنمارك، وقد غيّرا اسميهما، بحسب وسائل إعلام ألمانية. وتشير التقارير إلى أن كليهما لا يرغبان بالتواصل مع والدتهما.
الملياردير المخضرم أوغن بلوك، مؤسس سلسلة مطاعم “بلوك هاوس”، أعرب عن حزنه من القضية، قائلاً في تصريح لصحيفة هامبورغر آبندبلات: “لم أر أحفادي منذ سنوات… هذا النزاع مزّق قلبي”.
محاكمة طويلة… و141 شاهدًا في الطريق
من المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى أعياد الميلاد، مع قائمة تضم 141 شاهدًا و22 خبيرًا. وخلال الجلستين الأوليين، جلس الطرفان على مقربة من بعضهما دون أن يتبادلا نظرات أو كلمات. وقد أعلنت الابنة الكبرى، البالغة الآن 14 عاماً، رغبتها في الإدلاء بشهادتها، غير أن المحكمة أرجأت الجلسات حتى 25 يوليو، بعد جدل قانوني بشأن مدى ملاءمة شهادات القاصرين، خصوصًا في ظل دعوى موازية يواجهها الأب لعدم التزامه بالحكم القضائي الألماني.