بقلم: يورونيوز
نشرت في •آخر تحديث
شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، الأربعاء، سلسلة غارات جوية على العاصمة السورية دمشق، استهدفت مواقع حساسة شملت مبنى هيئة الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، وفق ما أفادت مصادر إسرائيلية وسورية متطابقة.
وذكرت وزارة الصحة السورية أن 13 مدنيًا أُصيبوا بجروح في حصيلة أولية للقصف الذي استهدف وسط العاصمة. في المقابل، تعرّض مقرا وزارة الدفاع وهيئة الأركان في دمشق لعدة غارات عنيفة، أسفرت عن أضرار كبيرة.
كاتس: رسائل التحذير انتهت
من جهته، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن “إسرائيل أنهت مرحلة التحذيرات”، متوعّدًا بما وصفها بـ”ضربات موجعة” ضد مواقع تابعة لـ “النظام السوري، إذا لم تستجب دمشق للمطالب الإسرائيلية”. وأضاف أن الغارات ستستمر ما لم يتم “استيعاب الرسالة”.
وقال كاتس: “نواصل منذ 24 ساعة تنفيذ ضربات متصاعدة على أهداف في السويداء، وسنعمل على تدمير القوات التي هاجمت الدروز حتى انسحابها الكامل”. واعتبر أن جنوب سوريا يجب أن يتحوّل إلى “منطقة منزوعة السلاح”.
نتنياهو: نتحرك لحماية الدروز
في السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “الوضع في السويداء وجنوب غرب سوريا خطير جدًا”، مشيرًا إلى أن حكومته “تعمل على إنقاذ أبناء الطائفة الدرزية والتصدي لما وصفه بـ’عصابات النظام'”.
وشن سلاح الجو الإسرائيلي، بالتوازي مع الغارات على دمشق، هجمات جوية على مواقع تابعة للحكومة السورية الانتقالية في محافظة السويداء، تزامنًا مع تجدّد الاشتباكات في المدينة.
تجدد المواجهات في السويداء وانتشار للقوات السورية
وكانت محافظة السويداء قد شهدت خلال الأيام الماضية مواجهات مسلحة بين مجموعات درزية وأخرى بدوية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ودفع بقوات من الجيش ووزارة الداخلية السورية إلى الدخول للمدينة.
ساعر يهاجم “النظام”
وفي مؤتمر صحافي، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الحكومة السورية المؤقتة، برئاسة أحمد الشرع، بممارسة “أعمال عدائية ضد الأقليات”، وتحديدًا الطائفة الدرزية. واعتبر أن النظام السوري “غير منتخب واستولى على السلطة بقوة السلاح”، متسائلًا: “إلى متى سيبقى العالم متفرّجًا على ما يحدث في سوريا؟”.
وأكد ساعر أن مصالح إسرائيل واضحة، وتتمثل في “الحفاظ على الوضع القائم في سوريا، ومنع أي تهديد من الجنوب تجاه الدولة العبرية”.
تحرّك درزي على الحدود وتحشيد عسكري إسرائيلي
في تطوّر ميداني لافت، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن عشرات من أبناء الطائفة الدرزية في بلدة مجدل شمس اجتازوا السياج الحدودي في الجولان المحتل باتجاه الأراضي السورية.
وفي المقابل، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان أصدر أوامر بتحريك عدد كبير من الطائرات نحو الجبهة السورية، في إطار الاستعداد لتوسيع العمليات العسكرية.
كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش يستعد لنقل فرقتين عسكريتين إلى منطقتي الجولان والجنوب السوري، في وقت صرّح فيه مسؤولون عسكريون أن “التحضيرات جارية لمهاجمة أهداف حكومية إضافية تابعة للنظام السوري”.
160 هدفًا خلال ساعات والتوقعات تتجه نحو أيام من القتال
وقالت القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مصادر أمنية إن التقديرات داخل المؤسسة العسكرية تشير إلى أن إسرائيل “تتجه نحو عدة أيام من القتال في سوريا”، في ضوء التصعيد المتواصل في الجنوب.
وأكدت تقارير صحافية نقلاً عن الجيش الإسرائيلي أنه تم استهداف نحو 160 موقعًا عسكريًا تابعًا لـ “النظام السوري” منذ الليلة الماضية، غالبيتها داخل محافظة السويداء، في واحدة من أوسع العمليات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية في السنوات الأخيرة.
موقف أميركي
في غضون ذلك، أدان المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، ما وصفه بـ”العنف ضد المدنيين في السويداء”.
وفي بيان عاجل للجيش الإسرائيلي، شدد المتحدث العسكري على أن “إسرائيل تلتزم بالتحالف الوثيق مع الطائفة الدرزية”، وأن الهجمات على الأراضي السورية تهدف إلى حمايتهم، حسب وصف البيان.