تُحيي مدينة بيرنيك البلغارية، الواقعة على بعد 20 كيلومترًا فقط من العاصمة صوفيا، مهرجان “سورفا” السنوي، أحد أقدم وأكبر المهرجانات في بلغاريا.
وتملأ شوارع المدينة بأصوات الأجراس ورقصات “الكوكيري” المدهشة، في مشهد يُعكس تقاليد قديمة تعود إلى العصور الوثنية، حيث يحتفل البلغار بانتهاء فصل الشتاء وترحيبهم بقدوم الربيع.
كما يهدف المهرجان إلى الحفاظ على التراث الثقافي البلغاري، ويجمع بين الثقافة الشعبية والاحتفالات الدينية، ليكون حدثًا يعكس الهوية البلغارية على مستوى عالمي.
الطقوس والرمزية
في مهرجان سورفا، يُعرف المشاركون باسم “الكوكيري”، وهم يرتدون ملابس تقليدية مصنوعة من جلود الأغنام أو الماعز، مع تعليق أجراس نحاسية ضخمة حول أجسادهم. هذه الأجراس التي تصدر أصواتًا مزعجة خلال الرقص، تُعتبر رمزًا لطرد “الأرواح الشريرة”.
الأقنعة: مزيج من الجمال والرعب
تُعد الأقنعة جزءًا أساسيًا من مهرجان “سورفا”، حيث يصنعها المشاركون يدويًا، وقد يصل ارتفاع بعضها إلى ثلاثة أمتار. تتنوع هذه الأقنعة ما بين صور حيوانات محلية أو كائنات أسطورية.
من جانبها، أشارت ماريا فاسيليفا، قائدة مجموعة “كوكيري” من مدينة بانيا، إلى أن “الهدف من رقصاتنا ليس فقط طرد الأرواح الشريرة، بل أيضًا الاحتفال بجمالها. قبعاتنا المدببة المزينة بالأهداب الملونة تضفي سحرًا خاصًا على مظهرنا”.
هل أصبح المهرجان حدثاً عالمياً؟
يمتد المهرجان على مدى ثلاثة أيام، ويشارك فيه أكثر من 12,000 راقص من مختلف أنحاء بلغاريا. ويعكس كل فريق رقصة خاصة تنتمي إلى تقاليد منطقته، ما يجعل المهرجان مليئًا بالتنوع الثقافي.
بالإضافة إلى المجموعات البلغارية، يشارك العديد من الفرق الدولية من دول مثل اليونان، إيطاليا، مقدونيا الشمالية، ورومانيا، مما يعزز من الطابع العالمي لهذا الحدث.
وقد حصل المهرجان على شهرة عالمية، حيث تم اعتبار مدينة بيرنيك “عاصمة العالم لألعاب وطقوس التنكر” من قبل الاتحاد الأوروبي لمدن الكرنفالات. وفي عام 2009، تم تسميتها “عاصمة أوروبا لألعاب التنكر”.
كما أدرج المهرجان في عام 2015 ضمن قائمة “التراث الثقافي اللامادي للإنسانية” من قبل منظمة اليونسكو. هذا العام، يزداد الإقبال على مهرجان “سورفا”، حيث يحضر ممثلون عن اتحاد مدن الكرنفال الأوروبية، الذين أثنوا على حجم المهرجان وتنوعه.
المصادر الإضافية • أب