بقلم:&nbspيورو نيوز

نشرت في

اعلان

ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن جماعات مسلحة في جنوب غرب كولومبيا، تشهد صراعات مزمنة، تقوم بتجنيد الأطفال لتعزيز صفوفها، فيما تتولى مجموعات من “الحرس” التابع للسكان الأصليين، المعروفين باسم “كيـوي تيغناس” لدى شعب الناسا، مهمة مواجهتهم بوسائل غير مسلحة.

وتنقل الوكالة عن باتريسيا إيلاجو زيتي، وهي من عناصر الحرس، أنها قادت قبل سنوات عملية لاستعادة ابنها البالغ 13 عاماً وصديقه بعد أن نُقلا إلى معسكر للمسلحين. وبعد مواجهة متوترة مع نحو 30 مقاتلاً، وإجراء مفاوضات استمرت ساعة، أُعيد الصبيان. وتصف إيلاجو اللحظة بقولها: “عانقني وقال: أمي، لم أتخيل أنك ستخاطرين بكل هذا”.

تأسس الحرس عام 2001 لحماية أراضي السكان الأصليين من الجماعات المسلحة والأنشطة المدمرة للبيئة. وبحسب الوكالة، تصاعدت مهماتهم منذ عام 2020 مع توسع سيطرة المسلحين على أراضي الناسا وزيادة زراعة الكوكا والماريغوانا، حيث يتم إغراء القاصرين بالمال أو الحماية.

وتوضح “أسوشيتد برس” أن القوات غير النظامية تضم فصائل منشقة عن القوات الثورية الكولومبية (فارك) رفضت اتفاق السلام لعام 2016، إلى جانب جيش التحرير الوطني (ELN) وعصابة “كلان ديل غولفو”. وتشير بيانات مجلس السكان الأصليين في كاوكا إلى مقتل أكثر من 40 من عناصر الحرس منذ توقيع الاتفاق.

يحمل أفراد الحرس عصياً ترمز إلى القيادة والمسؤولية الجماعية، بألوان حمراء وخضراء تمثل الدم والأرض، ويعتقد أنها توفر “حماية روحية” وتشجعهم على مواجهة المسلحين، رغم المخاطر.

ووفق الوكالة، وثقت منظمات محلية 915 حالة تجنيد لأطفال من السكان الأصليين منذ 2016، بعضهم في سن التاسعة، مع تسجيل ارتفاع حاد في العام الجاري. وتؤكد مفوضية حقوق الإنسان في كولومبيا أن غالبية الحالات تتركز في إقليم كاوكا، أحد أفقر أقاليم البلاد.

تنتقد منظمات السكان الأصليين ما تصفه برد حكومي “غير فعّال ومتأخر”، فيما تقول السلطات إنها تموّل برامج مجتمعية ساهمت في خروج 251 طفلًا من الجماعات المسلحة خلال النصف الأول من 2025.

وتختم “أسوشيتد برس” بأن هذه المواجهة بين السلاح والعصي “المقدسة”، تجري في بيئة يسودها العنف، حيث يواصل السكان الأصليون محاولاتهم لحماية أبنائهم وأراضيهم من التهديدات المستمرة.

شاركها.
Exit mobile version