بقلم:&nbspيورو نيوز

نشرت في

اعلان

في مشهد يُشبه “العصور المظلمة”، كشف تقرير حقوقي جديد عن انتهاكات جسيمة وغير إنسانية يتعرض لها المهاجرون داخل ثلاثة مراكز احتجاز مكتظة جنوب فلوريدا، من بينها السجن الفيدرالي بوسط ميامي، حيث جرى إرغام المحتجزين على تناول الطعام وهم مكبّلون وراكعون “كالكلاب”، بحسب شهادة أحدهم.

التقرير الصادر عن منظمات هيومن رايتس ووتش وأمريكيون من أجل العدالة للمهاجرين وسانكشوري أوف ذا ساوث، استند إلى مقابلات مع عشرات المحتجزين، الذين تحدّثوا عن ظروف مهينة، بينها الإذلال الجسدي، الإهمال الطبي، والتكديس البشري، في منشآت تديرها وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية، منذ مطلع هذا العام.

في مركز “كروم” غرب ميامي، وصفت محتجزات كيف أُجبرن على استخدام المراحيض في مرأى الرجال، وتعرضن للحرمان من النظافة والرعاية الصحية. فيما ذكر محتجزون أنهم نُقلوا في حافلات مكتظة وظلوا فيها لأكثر من 24 ساعة دون طعام أو ماء أو مرحاض ملائم، وسط روائح كريهة وأوضاع “لا آدمية”.

في مركز “براورد” بمدينة بومبانو بيتش، وثّق التقرير وفاة سيدة هايتية تبلغ 44 عامًا وسط شبهات بالإهمال الطبي. وفي واقعة مروّعة أخرى، أُطفئت كاميرات المراقبة داخل سجن ميامي قبل أن تقتحم وحدة قمع خاصة الزنازين وتعتدي بعنف على مهاجرين كانوا يحتجون على تدهور الحالة الصحية لأحدهم، ما أدى إلى كسر إصبع أحدهم.

وأشار التقرير إلى أن هذه الانتهاكات تصاعدت منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، مع ارتفاع متوسط عدد المهاجرين المحتجزين يوميًا إلى 56,400 شخص، رغم أن نحو 72% منهم لا يواجهون أي تهم جنائية.

ووصفت المحامية ومؤسِسة “سانكشوري أوف ذا ساوث” كاتي بلانكنشيب الأوضاع بالكارثية قائلة: “ما نشهده ليس مجرد إخفاق إداري، بل أزمة حقوق إنسان تُقوّض القيم الأمريكية. الاعتقالات العشوائية والسياسات القمعية تزرع الرعب في المجتمعات وتُدمّر العائلات، خاصة في ولاية مثل فلوريدا، التي لا يمكن لاقتصادها أن يستمر دون المهاجرين.”

وتعكس الانتهاكات الموثقة في مراكز الاحتجاز بولاية فلوريدا سياسات متشددة تتماهى مع خطاب دونالد ترامب المعادي للمهاجرين. فقد استخدم ترامب في عدة مناسبات وصفات حادة، مشيرًا إلى المهاجرين على أنهم “مجرمون” يهددون أمن البلاد، كما وصف تدفق المهاجرين بأنه “غزو” يستوجب مواجهة عسكرية داخلية.

شاركها.
Exit mobile version