اعلان

وخلال اللقاء، قبل ترامب دعوة ميلوني للقيام بزيارة رسمية إلى روما “في المستقبل القريب”، وهي زيارة وصفتها رئيسة الوزراء بأنها فرصة لإعادة إطلاق الحوار بين واشنطن وبروكسل. وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي قد ينظر أيضًا في إمكانية الاجتماع مع القادة الأوروبيين خلال هذه الزيارة.

وأكد ترامب في حديثه أن “إيطاليا قد تصبح الشريك الأقرب للولايات المتحدة طالما بقيت ميلوني في منصب رئاسة الوزراء”، وأشاد بها قائلاً: “إنها شخصية مميزة تؤدي مهامها بكفاءة، وعلاقتنا معها ممتازة. إيطاليا تُعد من أقرب حلفائنا، وليس في أوروبا فحسب”.

في ملف الرسوم الجمركية، أبدى الجانبان تفاؤلهما بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري عادل. وقال ترامب من المكتب البيضاوي: “لن تكون هناك أي مشكلة في التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن التعريفات، ولا مع أي طرف آخر”. وأضاف أن الولايات المتحدة تتفاوض مع عدة دول، لكنها “لا تستعجل الوصول إلى اتفاق”، مشيرًا إلى أن “اتفاقًا مثمرًا مع الصين” قد يُبرم أيضًا في هذا السياق.

من جهتها، أعربت ميلوني عن ثقتها بإمكانية التوصل إلى تفاهم، مؤكدة ضرورة اعتماد خطاب صريح وسلوك معتدل. وقالت: “أنا أؤمن بوحدة الغرب، وعلينا أن نتحاور ونتوصل إلى نتائج. المطلوب هو إيجاد الحلول الوسطى التي تتيح لنا النمو معًا. وعندما أتحدث عن الغرب، لا أعني الجغرافيا فقط، بل الحضارة أيضًا”.

وفي هذا الإطار، استعارت ميلوني شعار ترامب الشهير “إجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا”، قائلةً: “أريد أن نجعل الغرب عظيمًا مجددًا”.

كما أعلنت أن بلادها “ستضطر إلى زيادة وارداتها من الطاقة”، وأن “الشركات الإيطالية تعتزم استثمار عشرة مليارات دولار في الولايات المتحدة”. وشمل النقاش بين الجانبين قضايا محورية عدة، من بينها الإنفاق الدفاعي، والهجرة، والحرب في أوكرانيا، والاتفاق النووي مع إيران.

ميلوني: إيطاليا ستُعزز إنفاقها الدفاعي

أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية، خلال لقائها بترامب، أن بلادها تعتزم الالتزام بهدف حلف شمال الأطلسي بشأن الإنفاق الدفاعي، في خطوة تهدف إلى تعزيز موقعها داخل الحلف والتجاوب مع الدعوات الأمريكية المتكررة.

وأعلنت ميلوني أن روما “ستعلن في قمة الناتو المقبلة نيتها رفع إنفاقها الدفاعي إلى نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي، كما هو مطلوب”. وأضافت أن أوروبا بأكملها باتت مدركة لضرورة بذل مزيد من الجهود في هذا المجال، وتسعى حاليًا إلى توفير آليات تمكّن الدول الأعضاء من تحقيق هذا الهدف. وتابعت: “نحن مقتنعون بأن على الجميع أن يتحملوا مزيدًا من المسؤولية”.

غير أن ترامب، حين سُئل عمّا إذا كانت نسبة الـ2 في المئة تُعد كافية، علّق بنبرة ساخرة: “ذلك لا يكفي إطلاقًا”.

قضية الهجرة: توافق أمريكي إيطالي وانتقادات أوروبية

في ملف الهجرة، أشارت ميلوني إلى أن إيطاليا والولايات المتحدة تتبنيان وجهات نظر متقاربة حيال عدد من القضايا، وعلى رأسها مكافحة الهجرة غير الشرعية والحد من انتشار المخدرات الاصطناعية.

وترامب، الذي أعاد التأكيد على مواقفه المتشددة من الهجرة كما فعل خلال ولايته الأولى، وجّه انتقادات حادة لسياسات الهجرة الأوروبية، قائلاً: “أنا لست من كبار المعجبين بما فعلته أوروبا في هذا الملف. عليهم أن يكونوا أكثر ذكاءً، لأن الضرر الذي ألحقوه بأنفسهم كبير”.

وأشاد في المقابل بموقف الحكومة الإيطالية، معتبرًا أن روما تتبع نهجًا مختلفًا.

وتدخّلت ميلوني مباشرة، مشيرة إلى أن السياسات الأوروبية بدأت تتغير، ومضيفة: “لقد بدأنا في اتخاذ خطوات جدية، وستشهدون قريبًا التغييرات في السياسات الأوروبية. المفوضية الأوروبية أقرت مؤخرًا لوائح تتعلق بعمليات الترحيل، وهذا يحدث أيضًا بفضل النموذج الإيطالي. نحن نعمل معًا، وأنا متفائلة”.

أوكرانيا: دعم إيطالي وتحفّظ أمريكي

فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، لم تخفِ ميلوني تباين المواقف بينها وبين ترامب، لكنها أكدت تمسكها بدعم كييف والسعي إلى حل سلمي.

وقالت رئيسة الوزراء: “أنتم تعرفون موقفي من أوكرانيا. أعتقد أن هناك غزوًا قد حصل، وأن روسيا وبوتين هما الطرف المعتدي. لكن الأهم الآن أن نعمل معًا من أجل سلام عادل ودائم، وهذا ما نتعاون من أجله”.

اعلان

من جانبه، قال ترامب إن “إيطاليا أدّت دورًا بالغ الأهمية في دعم أوكرانيا“، مضيفًا: “الحرب على وشك الانتهاء، وسنرى ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة”. وتابع: “سأسعى لإنهائها، لكن روسيا تملك قوة عسكرية هائلة، وإذا كنت تتحلى بالذكاء، فلن تخوض حروبًا قد تعجز عن مواجهة عواقبها لاحقًا”.

وفيما أحجم سيد البيت الأبيض عن توجيه اللوم مباشرة للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لكنه قال: ” لا أوجه اللوم لزيلينسكي، لكنه لم يقم بعمل جيد… لست من أشد المعجبين به”.

شاركها.
Exit mobile version