وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها مساء الأحد: “لا أعتقد أنكم ستسمعون عن دولة فلسطينية”، في رد ضمني على تقارير إعلامية تحدثت عن نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب إصدار إعلان رسمي بالاعتراف بدولة فلسطين، خلال زيارته إلى الشرق الأوسط، ووسط تواتر أنباء عن خلافات بين الجانبين بشأن المفاوضات مع إيران واتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين.
وشدد نتنياهو على استقلال القرار العسكري الإسرائيلي، قائلا: “لم نطلب الإذن بمهاجمة الحوثيين، ولن نطلب الإذن لخططنا الحربية في غزة”.
وقال نتنياهو إن “كل المنطقة الممتدة من نهر الأردن إلى البحر، بما في ذلك قطاع غزة، ستخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية”.
هذا ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن نتنياهو قوله، إن إسرائيل تمر بـ”أيام مصيرية” في ما يتعلق بملف إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، مؤكدا دعم حكومته للمسار الذي يقوده المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وأضاف نتنياهو أن حركة حماس قد تقدم على الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر كمبادرة حسن نية تجاه الرئيس ترامب، في وقت تدرس فيه تل أبيب إمكانية التوصل إلى “صفقة بديلة” لا تعتمد بالكامل على مسار ويتكوف، وقد تشمل عددا أقل من الرهائن مقابل شروط مخففة.
وفي السياق ذاته، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية وصفه للإدارة الأميركية الحالية بأنها تعيش حالة من “الفوضى”، مضيفا: “القدم اليمنى لا تعرف ما تفعله اليسرى، وكل شيء يسير وفق أهواء ترامب”.
“لا يبدو أن إسرائيل تريد إنهاء الحرب”
من جهته، قال ويتكوف، في مقابلة مع القناة 12، إن “واشنطن تسعى بكل جدية لإعادة المحتجزين”، لكنه انتقد موقف إسرائيل قائلا: “لا يبدو أن إسرائيل تريد إنهاء الحرب”، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وجاءت تصريحات ويتكوف في وقت حساس، إذ تستعد إسرائيل لتوسيع عملياتها القتالية في القطاع، بحسب ما أوردته القناة 12، التي أشارت إلى أن انتقاداته تأتي في “ظرف مصيري” قد يؤثر على مصير المفاوضات والتصعيد العسكري في آن معا.
وكانت شبكة “ABC News” قد نقلت عن مسؤولين أميركيين ودبلوماسيين في الشرق الأوسط ومطلعين آخرين قولهم، إن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تشهد توترا متزايدا مع اختلاف وجهات نظرهما بشأن كيفية التعامل مع التحديات الجديدة، لا سيما بعد تراجع قوة حماس وتضرر إيران.
فبينما يرى نتنياهو أن اللحظة مواتية لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، يفضّل ترامب اغتنام الفرصة لعقد صفقة تحد من قدرات إيران النووية دون اللجوء إلى المواجهة المباشرة.
وفي حين تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري في غزة، يدفع ترامب نحو وقف إطلاق النار، ويخطط لما بعد الحرب، حيث يسعى لتحويل القطاع إلى ما وصفه بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”.
وبحسب المصادر نفسها، عندما أوقف ترامب الحملة الأميركية ضد الحوثيين المدعومين من إيران، بعد موافقتهم على وقف الهجمات على السفن الأميركية في البحر الأحمر، تفاجأ نتنياهو وغضب بشدة، خصوصًا أن الحوثيين كانوا قد أطلقوا صاروخًا سقط بالقرب من مطار بن غوريون في تل أبيب.