نشرت في آخر تحديث

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

في مشهد مأساوي جديد، شهدت العاصمة الكونغولية كينشاسا يوم الثلاثاء تصعيدًا خطيرًا عندما هاجم عشرات المتظاهرين عدة سفارات أجنبية، من بينها سفارات فرنسا وبلجيكا ورواندا، تعبيرًا عن غضبهم تجاه تقدم متمردي حركة 23 مارس في شرق البلاد.

اعلان

و

استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين نددوا بدعم رواندا للمتمردين وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل، وسط تقارير عن نهب وإشعال النيران في أجزاء من المباني المستهدفة.

في الوقت نفسه، كانت مدينة غوما، القلب النابض لشرق الكونغو، تشهد حالة من الرعب والذعر مع اقتراب المتمردين من أسوارها. على مدار الليل، سُمع دوي الانفجارات وإطلاق النار في أرجاء المدينة، بينما أغلقت الطرق الرئيسية المؤدية إليها، ما زاد من عزلة السكان الذين يعانون من انقطاع الكهرباء والمياه في العديد من المناطق.

وعلى الرغم من المحاولات المتكررة لقوات الأمن لوقف تقدم المتمردين المدعومين من رواندا، بدا أن السيطرة على غوما باتت على المحك، خاصة بعد إعلان المتمردين تقدمهم نحو المدينة. في هذا السياق، أفاد السكان المحليون بسماع أصوات المدفعية الثقيلة والقذائف التي استهدفت مناطق عدة، مما أثار حالة من الفوضى والخوف بين السكان.

ومن جهة أخرى، تصاعدت المخاوف الإنسانية بشكل ملحوظ، حيث وصف مسؤولون أمميون الوضع في غوما بأنه “مقلق للغاية”، مع محاولات يائسة من قبل مئات الآلاف من الأشخاص للفرار من العنف المتزايد. أكد برونو ليماركيز، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، أن المدينة أصبحت مركزًا لصراع معقد وطويل الأمد، وأن الوضع الراهن يمثل أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

في ظل هذه التطورات، لم تسلم المرافق الإنسانية من الاستهداف، حيث تعرض مستشفى “شاريتيه ماتيريل” لقصف مدفعي أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين، بما في ذلك أطفال حديثو الولادة ونساء حوامل. وفي تطور آخر، قُتل ثلاثة من قوات حفظ السلام الجنوب أفريقية نتيجة قصف المتمردين لمطار غوما، ما رفع عدد الضحايا من القوات الأجنبية إلى 17 شخصًا.

وفي سياق متصل، تتزايد الضغوط الدولية على رواندا، مع إدانة دول كبرى مثل فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لتورطها المزعوم في دعم المتمردين. في المقابل، نفت رواندا تلك الاتهامات وألقت باللوم على حكومة الكونغو، متهمة إياها بعدم الالتزام باتفاقات السلام السابقة.

وتعقيبا على الأحداث أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، أن سفارة فرنسا في كينشاسا تعرضت لهجوم من قبل متظاهرين، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها لفترة وجيزة قبل السيطرة على الحريق. ووصف بارو هذا الهجوم بأنه “غير مقبول”.

ومع تكرار مشهد سيطرة المتمردين على غوما الذي سبق وأن حدث عام 2012، تتساءل الأوساط الدولية والمحلية عن إمكانية الوصول إلى حلول جذرية لهذا الصراع المعقد. هل سيتمكن المجتمع الدولي من كسر دائرة العنف، أم أن الأزمة ستبقى حبيسة الحسابات السياسية والصراعات الإقليمية؟

المصادر الإضافية • AP

شاركها.
Exit mobile version