هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

مع استمرار الحرب في أوكرانيا، يعتمد المحامون وجماعات حقوق الإنسان بشكل متزايد على صور الأقمار الصناعية كأدلة في القضايا التي رفعتها ضد روسيا.

اعلان

تُشير وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال العدالة الجنائية “يوروجست” لـ”يورونيوز نكست“ إلى أنهم يعتمدون على هذه الصور في تحقيقاتهم أكثر من أي وقت مضى لأنها توفر ”معلومات أساسية تعزز التحقيقات في الجرائم الدولية الأساسية”.

لدى “يوروجاست” حاليًا أكثر من 3000 ملف مرتبط بجرائم حرب محتملة في أوكرانيا. وتدير المنظمة قاعدة بيانات للجرائم الدولية تحتوي على أدلة يمكن للسلطات الوطنية الرجوع إليها. كما تمتلك مركزًا قضائيًا، حيث يمكن للمدعين العامين تبادل الأدلة على أساس يومي.

تُستخدم صور الأقمار الصناعية إلى جانب أنواع أخرى من الأدلة، مثل مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية والتسجيلات الصوتية وإفادات الشهود وشهادات الضحايا في التحقيقات.

ما فائدة صور الأقمار الصناعية؟

تُعد صور الأقمار الصناعية مفيدة عندما يرغب المدعون العامون بتحديد جدول زمني لهجوم أو عمل معين، وفقًا لويل غودهيند، محقق ومحلل صور الأقمار الصناعية في مشروع البحث مفتوح المصدر ”الأرض المتنازع عليها”.

على سبيل المثال، يمكن للصور أن تُظهر للمحققين كيف يبدو المشهد قبل وبعد تفجير القنبلة، وهو ما يمكن أن يساعد المحققين على إجراء تقييم لنوع السلاح المستخدم وما إذا كان الهجوم ضربة مستهدفة أو حالة ”تفجير عشوائي“، وفقًا لغودهيند.

يمكن استخدام هذه الصور لاستكمال أو توثيق لقطات الفيديو الأرضية التي تم التقاطها أثناء وقوع الحدث. وخلف كل صورة بيانات وصفية لا يمكن تلفيقها، مما يجعل الصور ”أكثر موضوعية وموثوقية“، كما قال غودهيند.

من هم أكبر مزودي صور الأقمار الصناعية في أوكرانيا؟

في أوكرانيا، هناك عدد قليل من الشركات الرئيسية التي تُستخدم صورها كأدلة مثل بلانيت لابز وماكسار تكنولوجيز وبلاك سكاي، وفقًا للمحامي الدولي ماثيو جيليت.

تمتلك شركة بلانيت لابز 15 قمرًا صناعيًا عالي الدقة و200 قمر صناعي متوسط الدقة في مدار أرضي منخفض يدور حول العالم، لذا فهي ليست متمركزة فوق روسيا أو أوكرانيا تحديدًا، وفقًا للرئيس التنفيذي والشريك المؤسس ويل مارشال.

يقول مارشال إن صور الأقمار الصناعية التي التقطتها الشركة لأوكرانيا قد استخدمت للتحقيق في المقابر الجماعية ولتأريخ الفترة التي سبقت “الغزو الروسي”.

وأوضح أن الشركة تقوم أيضًا بجمع صور الأقمار الصناعية في ملف ”تقييم الأضرار“ مع العديد من هيئات الأمم المتحدة لتتبع المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الحيوية التي دُمرت.

ما الذي يُعيق الوصول إلى صور الأقمار الصناعية؟

لا تزال هناك بعض العوائق المتعلقة بإمكانية استخدام الأقمار الصناعية. ووفقًا لجيليت، يمكن تقديم الصور للفرق القانونية مع وجود محاذير أو قيود من المحكمة الجنائية الدولية أو حلف شمال الأطلسي حول كيفية استخدامها.

وهذا يمكن أن يسبب بعض المشاكل للادعاء العام لأنه من المفترض أن يكشفوا عن المواد ذات الصلة للدفاع ولكنهم لا يستطيعون ذلك.  يمكن للمدّعين العامين طلب الإذن للتحايل على هذه القيود، لكنها غالبًا ما تتسبب في ”تأخيرات زمنية“ يمكن أن تعيق العملية القانونية، بحسب جيليت.

وإذا تم الكشف عن الصور علنًا، فهناك أيضًا توقعات بأن يؤدي ذلك إلى اعتقالات حتى لو لم يكن للمحكمة التي تحصل عليها اختصاص قضائي. بالإضافة إلى خطر إساءة تفسير الصورة أو الثغرات الناتجة عن الغيوم أو الغابات أو الغطاء الدخاني.

شاركها.
Exit mobile version