يواصل آلاف الفلسطينيين عودتهم إلى شمال قطاع غزة، المنطقة التي تحمل ندوبا عميقة من ويلات الحرب، بعد أن سمحت إسرائيل لهم بذلك لأول مرة منذ 15 شهرا. هذه العودة تذكر بنزوحهم الجماعي المأساوي عندما أجبروا على مغادرة منازلهم تحت القصف، تاركين خلفهم ذكريات وحياة لم يعرفوا إن كانوا سيعودون إليها.
وفتحت إسرائيل يوم الاثنين ممر نتساريم، وهو منطقة عسكرية تفصل الأجزاء الواقعة جنوب مدينة غزة.
واستحدثت الدولة العبرية هذا الممر في وقت مبكر من الحرب كجزء من عملياتها العسكرية.
وأظهرت مقاطع مصورة آلاف الفلسطينيين، وهم يسيرون على الأقدام عبر طريق رشيد الساحلي، الواقع غرب نتساريم، بينما تم لاحقا افتتاح نقطة تفتيش للمركبات على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه.
وفي تصريح مؤثر، قال رمضان محمود، أحد النازحين من مخيم الشاطئ في شمال القطاع: “الشعور بالعودة جميل ورائع. العودة إلى منزلي هي الأهم، حتى لو كان المنزل قد تحول إلى ركام”.
فوي بداية الحرب، أمرت إسرائيل بإخلاء المناطق الشمالية من القطاع، وأغلقتها بالكامل بعد دخول قواتها البرية.
ونزح حوالي مليون فلسطيني إلى الجنوب، بينما بقي مئات الآلاف في الشمال الذي شهد أعنف الاشتباكات وأشد موجات الدمار.
وتمثل عودة السكان اليوم إلى هذه المناطق لحظة فارقة، محملة بالأمل والحزن معا، في ظل استمرار معاناة آلاف الأسر بين أنقاض المنازل والذكريات.