بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

منذ أن بدأت إيران ردّها العسكري على إسرائيل الأسبوع الماضي، أثبتت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، الرائدة عالمياً، فعاليتها في اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، ما منح سلاح الجو الإسرائيلي متسعاً من الوقت لشن ضرباته على إيران دون تكبّد خسائر فادحة على الجبهة الداخلية.

لكن مع استمرار الحرب، تستهلك إسرائيل صواريخها الاعتراضية بسرعة تفوق وتيرة إنتاجها، الأمر الذي أثار قلقاً متصاعداً داخل المؤسسة الأمنية حول ما إذا كانت البلاد ستنفد من مخزونها قبل أن تفرغ إيران من ترسانتها، بحسب إفادات ثمانية مسؤولين حاليين وسابقين.

وقد دفع ذلك الجيش الإسرائيلي إلى ترشيد استخدام صواريخ الاعتراض، مع إعطاء الأولوية لحماية المناطق المأهولة والبنى التحتية الاستراتيجية. وقال اللواء المتقاعد ران كوخاف، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي، إن “صواريخ الاعتراض ليست حبّات أرز… هي محدودة العدد”، مضيفاً: “إذا كانت الصواريخ تستهدف مصافي حيفا، فاعتراضها أهم بكثير من صاروخ يسقط في صحراء النقب”.

الجيش الإسرائيلي يرفض الكشف عن عدد الصواريخ الاعتراضية المتبقية، تفادياً لإعطاء إيران أفضلية ميدانية، إلا أن المعلومات تشير إلى أن نحو 400 صاروخ أُطلقت من إيران حتى صباح الأربعاء، تم اعتراض 360 منها أو مراقبتها حتى سقطت في أراضٍ غير مأهولة أو في البحر، فيما أصابت نحو 40 صاروخاً أهدافها.

في المقابل، يُقدر مسؤولون إسرائيليون أن إيران كانت تمتلك قرابة 2000 صاروخ باليستي عند اندلاع القتال، استخدم منها ما بين الثلث والنصف حتى الآن، سواء عبر الإطلاق المباشر أو تدمير المخازن التي تحتويها. ويبدو أن إيران بدأت تقلّص وتيرة الضربات، إدراكاً لاحتمال نفاد مخزونها.

وتعتمد إسرائيل على سبع منظومات دفاعية، من أبرزها:

–        نظام “آرو” لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية،

–        مقلاع داوود لاعتراضها على ارتفاعات متوسطة،

–        القبة الحديدية للتصدي للصواريخ قصيرة المدى وشظايا الصواريخ الاعتراضية.

كما زوّدت الولايات المتحدة إسرائيل بأنظمة دفاع إضافية، بعضها يُطلق من سفن في المتوسط، فضلاً عن تجربة منظومة ليزر جديدة لم تُختبر على نطاق واسع. وتُستخدم المقاتلات أيضاً لاعتراض الطائرات المُسيّرة.

لكن مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين -الذي بلغ حتى الآن 24 شخصاً وأكثر من 800 جريح- بدأت تتعالى أصوات داخل إسرائيل تطالب بإنهاء الحرب قبل أن تتعرض الدفاعات الإسرائيلية لاختبار يتجاوز طاقتها، خصوصاً إذا اضطرت إلى تخصيص الموارد لحماية مواقع استراتيجية مثل مفاعل ديمونا أو مقر القيادة العسكرية في تل أبيب.

ويرى زوهر بالتي، أحد كبار الضباط السابقين في الموساد، أن أمام إسرائيل “نافذة من يومين إلى ثلاثة لإعلان النصر وإنهاء الحرب”، بعد أن نجحت في ضرب معظم الأهداف النووية الإيرانية.

في المقابل، يراهن آخرون على قدرة إسرائيل على تدمير ما تبقى من منصات الإطلاق الإيرانية -الثابتة والمتحركة- المنتشرة فوق الأرض وتحتها، بهدف إضعاف قدرة طهران على شن ضربات متزامنة واسعة النطاق. وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل دمّرت أكثر من ثلث تلك المنصات، ما قلّص من وتيرة الهجمات الإيرانية.

وبحسب آصف كوهين، القائد السابق لوحدة الشؤون الإيرانية في الاستخبارات العسكرية، فإن “المشكلة الحقيقية تكمن في عدد المنصات أكثر من عدد الصواريخ”، مضيفاً: “كلما دُمّرت منصات أكثر، قلت قدرة إيران على تنفيذ ضربات جماعية، وستضطر إلى تبني تكتيك المضايقة: صاروخ أو اثنان كل فترة، يستهدفان منطقتين مختلفتين لإرباك الرد الدفاعي”.

في المحصلة، فإن استمرار هذه الحرب واستدامتها باتا مرهونين بمواجهة متصاعدة بين محدودية الموارد الدفاعية لدى الطرفين، والقدرة على الصمود الاقتصادي والمعنوي أمام تصاعد الكلفة البشرية والمادية.

شاركها.
Exit mobile version