في مقابلة مع صحيفة “جيروزاليم بوست”، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، حكام سوريا الجدد بـ “العصابة”، مؤكدًا أن الوضع في البلاد لا يزال غير مستقر. وأشار إلى أن النظام في دمشق لا يعد “حكومة شرعية”، لافتًا إلى أن مناطق مثل إدلب تخضع لسيطرة جماعات إسلامية ذات أيديولوجيات متطرفة.
وأضاف ساعر أن المجتمع الدولي قد يوافق على إقامة مناطق عازلة في سوريا من أجل الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، لكنه أشار إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة دعمًا أو موافقة تامة على الأوضاع القائمة.
وتحدث عن أهمية اليقظة للحفاظ على أمن الحدود في ضوء التهديدات المتزايدة من الجماعات المسلحة التي تحاول التسلل بالقرب من إسرائيل.
ومع ذلك، أبدى تحفظه على الجدل العلني حول الخيارات العسكرية، محذرًا من أن ذلك قد يؤثر سلبًا على المصالح الأمنية المشتركة.
فيما يخص غزة، أوضح ساعر أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة القادرة على ضمان أمنها في المستقبل القريب. وأوضح أن عودة المستوطنات اليهودية إلى القطاع ليست خيارًا مطروحًا، ولكن في المقابل، لا يمكن لأي جهة خارجية ضمان الأمن بشكل فعّال.
ووصف حكم حركة حماس في قطاع غزة بـ “النظام الإرهابي”، مؤكدًا أن الحركة تستغل المساعدات الإنسانية في توجيهها نحو تنفيذ هجمات ضد إسرائيل. وأضاف ساعر: “علينا إعادة تقييم آلية توزيع هذه المساعدات للتأكد من عدم استخدامها ضدنا”.
وبالنسبة للعلاقات مع الولايات المتحدة، عبر ساعر عن تفاؤله بشأن ولاية ثانية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وأشاد بما تحقق خلال فترة رئاسته الأولى، مثل الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وفيما يتعلق بإيران، شدد ساعر على ضرورة منعها من الحصول على أسلحة نووية، مؤكدًا أن ذلك يشكل “خطًا أحمر” لا يمكن تجاوزه. وأوضح أن التعاون مع الولايات المتحدة يعد أمرًا حيويًا في مواجهة الطموحات النووية الإيرانية.
وفي ختام المقابلة، أكد ساعر على ضرورة اتخاذ خطوات استباقية لحماية أمن إسرائيل وسط التحديات الإقليمية. وقال: “علينا أن نكون يقظين في مواجهة التهديدات النووية الإيرانية وتهديدات الجماعات المسلحة التي تسعى لاستغلال الفوضى في سوريا وغزة لتعزيز نفوذها”.