بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
وتسعى القمة، التي انعقدت في الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، إلى احتواء التوترات المتصاعدة وإعادة التوازن إلى علاقة يثقلها الخلل التجاري والخلافات الجيوسياسية.
خلال اللقاء مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، رأى شي أن التحديات التي تواجهها أوروبا لا تعود إلى سياسات الصين، قائلاً: “لا تناقضات جوهرية في المصالح أو تعارضات جيوسياسية بين الجانبين”، وفق بيان الخارجية الصينية.
وأضاف أن “التغيرات غير المسبوقة منذ قرن والمشهد الدولي المضطرب” يتطلبان من قادة الاتحاد الأوروبي والصين أن يتحلوا بـ”الرؤية والمسؤولية الاستراتيجية”، داعيًا إلى شراكة تساهم في الاستقرار العالمي.
وعلى الرغم أن الرئيس شي لم يذكر مباشرة الحرب التجارية التي أطلقها نظيره الأمريكي دونالد ترامب، إلا أنه أكد أن الصين والاتحاد الأوروبي قوتان بنّاءتان “تدعمان التعددية وتدافعان عن الانفتاح والتعاون”، مشددًا على أهمية تعزيز التواصل والثقة المتبادلة وتوسيع التعاون الثنائي في وجه التحديات الدولية المتزايدة.
أوروبا تطالب بـ”إعادة التوازن” إلى العلاقة الثنائية
وصفت فون دير لاين العلاقة الاقتصادية الحالية مع الصين بأنها وصلت إلى “نقطة تحوّل”، مشيرة إلى عجز تجاري بلغ 300 مليار يورو العام الماضي.
وأضافت: “كلما تعمق تعاوننا، زادت الاختلالات. إعادة التوازن إلى علاقتنا الثنائية أمر ضروري… من الحيوي أن تعترف الصين وأوروبا بمخاوف كل منهما وتقدمان حلولًا فعلية”.
ورغم أن القمة كانت مقررة ليومين، فقد اختُصرت إلى يوم واحد فقط، مع العلم أن الآمال المعقودة على نتائجها ليست كبيرة. فعلى الرغم من محاولات الطرفين السابقة لإعادة ضبط العلاقات، تظل الشكاوى الأوروبية قائمة، من بينها اتهام الصين بإغراق الأسواق الأوروبية بسلع رخيصة، والضغط على سلاسل توريد المعادن، واستمرار مساندتها لموسكو.
وردًا على هذه المخاوف، أبدت بكين موقفًا متشددًا، خاصة بعد رفع الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية، وسرعان ما أطلقت الصين تحقيقات تجارية بدا أنها جاءت كرد انتقامي.
وفي تصعيد متبادل، أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخرًا عن حظر مشاركة الشركات الصينية في مناقصات عامة للأجهزة الطبية ذات القيمة العالية، لترد بكين بفرض قيود على مشتريات الحكومة من أجهزة أوروبية الصنع.
من جهته، دعا شي إلى أن تبقي أوروبا أسواقها التجارية والاستثمارية مفتوحة، وأن “تتحلى بضبط النفس” في استخدام الإجراءات التقييدية، مؤكدًا على ضرورة خلق بيئة مواتية للشركات الصينية العاملة في أوروبا.
كما انتقدت وزارة التجارة الصينية إدراج الاتحاد الأوروبي لمصرفين صينيين وعدة شركات ضمن حزم العقوبات المفروضة على روسيا، معتبرة أن لذلك “أثرًا سلبيًا بالغًا” على العلاقات الاقتصادية. وقدّم وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو احتجاجًا رسميًا على العقوبات لنظيره الأوروبي ماروش شيفشوفيتش.
ترامب يُلقي بظلاله على القمة
تُخيّم تداعيات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مجمل أجواء القمة. وكانت بكين تأمل بأن يدفع التهديد المشترك من واشنطن الجانبين الأوروبي والصيني نحو تقارب أكبر في المواقف والرؤى.
لكن تصريحات فون دير لاين المتكررة في الأسابيع الأخيرة أظهرت بوضوح أن القلق الأوروبي من السياسات الصينية لا يزال قائمًا. وفي خطاب أمام قادة مجموعة السبع في كندا في حزيران/يونيو، قالت: “تستخدم الصين احتكارها شبه الكامل للمعادن النادرة ليس فقط كورقة مساومة، بل كسلاح لتقويض المنافسين في الصناعات الرئيسية”.