حققت شبكة “يورونيوز”، كبرى وسائل الإعلام الإخبارية في أوروبا، إنجازًا كبيرًا بعودتها إلى الربحية للمرة الأولى منذ عقد. ووصف رئيس مجلس الإدارة، بيدرو فارغاس ديفيد، هذه اللحظة بأنها “تحول استثنائي” في مسار الشبكة، مما يعزز مكانتها كأحد أهم المنابر الإعلامية الأوروبية.
بعد ثلاث سنوات من إعادة الهيكلة التي وصفها فارغاس ديفيد بـ”المؤلمة والصعبة”، تدخل “يورونيوز” مرحلة جديدة كليًا، حيث ترسخ موقعها كمزوّد رائد للأخبار في القارة الأوروبية.
ومع انتقال غرفة الأخبار المركزية إلى بروكسل، باتت القناة تمتلك “أكبر غرفة أخبار مستقلة تُعنى بتغطية الشؤون الأوروبية”، ما يضعها في قلب مركز صنع القرار الأوروبي، وفقًا لرئيس مجلس الإدارة.
والتوسع المستمر هو عنوان المرحلة المقبلة، إذ أعلن رئيس مجلس إدارة الشبكة عن إطلاق خدمة إخبارية جديدة باللغة البولندية عبر التلفزيون والمنصات الرقمية انطلاقًا من وارسو، إلى جانب خطط لافتتاح قناتين جديدتين في البوسنة والهرسك والجبل الأسود هذا العام، يعقبهما توسع إضافي عام 2025.
كما يشمل هذا التوسع تعزيز الحضور العالمي لـ”يورونيوز” عبر افتتاح مكاتب جديدة في أستانا، باكو، وطشقند، إضافةً إلى مكتبها القائم في الدوحة، مما يعزز انتشارها في منطقة الشرق الأوسط، والقوقاز، وآسيا الوسطى.
التزام بالمعايير التحريرية والتميز الصحفي
أكد فارغاس ديفيد أن هذه الإنجازات تأتي استنادًا إلى “التزام قوي بالمبادئ التحريرية وقيم الصحافة”، مشيدًا بنجاح “يورونيوز” في تقديم تقارير إخبارية من منظور أوروبي، وتقديم “محتوى غني وأكثر تنوعًا لجمهورنا”. وأضاف أن الشبكة تستهدف كبار صناع القرار والسياسة والمؤثرين الذين يشكلون مستقبل أوروبا والعالم.
من جانبه، شدد الرئيس التنفيذي ومدير التحرير، كلاوس سترونز، على أهمية الصحافة في عالم يشهد حالة استقطاب متزايدة، قائلًا: “لم يكن الوصول إلى صحافة موثوقة ومستقلة أكثر أهمية مما هو عليه اليوم.
ومع تصاعد التهديدات والتحديات، يحتاج الأوروبيون إلى تقارير دقيقة غير منحازة، تمكنهم من فهم المشهد المتغير بسرعة. كما يحتاجون للوصول إلى آراء متنوعة دون رقابة”.
وأضاف سترونز: “في “يورونيوز”، تضم غرفة الأخبار متعددة اللغات ومتعددة الجنسيات أصواتًا متنوعة تحت سقف واحد، ما يتيح تغطية غير مسبوقة للأحداث. ولا يوجد وسيلة تُضاهي هذا المستوى من الشمولية. نحن فخورون بثقة جمهورنا في التزامنا بالصحافة التي تُعلم وتوحّد. “يورونيوز” اليوم هي ما تحتاجه أوروبا!”
أداء رقمي قياسي ونمو جماهيري
لم يكن 2024 العام الذي استعادت فيه “يورونيوز” أرباحها فحسب، بل أيضًا عامًا استثنائيًا على صعيد الأداء الرقمي والنمو الجماهيري. فقد سجلت الشبكة رقمًا قياسيًا في انتشارها على الشبكة الافتراضية، مما عزز موقعها كأبرز منصة صحفية أوروبية متعددة اللغات.
خلال هذا العام، وصلت “يورونيوز” إلى 31.5 مليون مستخدم نشط شهريًا، وسجلت 1.06 مليار مشاهدة للصفحات عبر منصاتها الرقمية، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق. كما حصدت مقاطع الفيديو الخاصة بها أكثر من 1.6 مليار مشاهدة، فيما تجاوز عدد متابعيها على يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي 33.2 مليون شخص، مع وصول عدد الانطباعات (impressions) إلى 2.8 مليار عبر هذه القنوات، مما يسلط الضوء على اتساع نطاق انتشارها العالمي.
وعلّق رئيس مجلس إدارة الشبكة فارغاس ديفيد على هذه الإنجازات قائلًا: “يورونيوز عادت، أقوى من أي وقت مضى، ونتطلع إلى الفصول القادمة”.
ومنذ انطلاقها عام 1993، كانت “يورونيوز” في طليعة الإعلام الأوروبي، مقدمة تغطية إخبارية محايدة حازت على ثقة الجمهور في مختلف أنحاء العالم.
وتتوفر القناة في 495 مليون منزل ضمن 160 دولة، مع وصول غير مسبوق إلى 82% من المنازل في أوروبا، حيث يتابعها أكثر من 400 مليون شخص شهريًا عبر التلفزيون، الأجهزة الذكية، والمنصات الرقمية.
ويعمل في “يورونيوز” 300 صحفي ينتمون إلى أكثر من 30 جنسية مختلفة، ويقدمون تغطية إخبارية على مدار الساعة بـ13 لغة، ما يجعلها بحق صوت أوروبا إلى العالم.