في سبتمبر/أيلول 2021 نشرت مجلة باري ماتش الفرنسية صورة مثيرة للجدل استحوذت على كثير من الاهتمام الإعلامي أسابيع طويلة. وأظهرت الصورة أحد أبرز السياسيين الفرنسيين وأكثرهم إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، وهو يسبح في أحد شواطئ منطقة ساين سور مير، بجنوب غرب فرنسا، رفقة مستشارته، المقربة جدا، حسب وصف المجلة.

هذا السياسي هو إيريك زمور، الذي كان حتى الأمس القريب مجرد صحفي، قبل أن تقوده آراؤه المتطرفة والتلميع الإعلامي إلى ركوب أمواج لا قبل له بها. هو يهودي فرنسي، من أصول جزائرية، أراد أن يصبح “الحاكم بأمر العلمانية” في فرنسا، بعد أن أضحى خلال وقت وجيز صوت العنصرية الأعلى والأخطر والأكثر تطرفا. أما المستشارة المقربة فهي سارة كنافو، اليهودية المغربية الأصل، التي أصبحت بعد نشر الصورة إحدى أشهر الشخصيات وأكثرها جذبا للتغطيات في الإعلام الفرنسي.

كثرت الأقاويل والتكهنات حول الصورة، ففي حين اعتبرها زمور لقطة مختلسة من حياته الشخصية لم يكن يرغب في ظهورها للعلن، ذهبت آراء أخرى إلى أنها جاءت ضمن حملة إعلامية ممنهجة لفرض حضوره على المشهد السياسي في البلاد قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة العام التالي (2022)، ولو من خلال إثارة الانتباه لتفاصيل حياته الشخصية.

وهو ما ذهبت إليه صحيفة ليبيراسيون التي أكدت أن باري ماتش، التي نشرت الصورة، كانت تستعد للدخول تحت جناح الإمبراطورية الإعلامية التي يمتلكها فانسون بولوري، أحد أقوى رجال الأعمال الفرنسيين ومالك مجموعة كانال التي منحت زمور العديد من ساعات البث لنشر أفكاره “الشديدة العنصرية والتطبيع معها، بل وتشجيع تبنيها من قبل اليمين الفرنسي”، وهو ما أوجد تيارا جديدا على هامش اليمين، أكثر تطرفا حتى من تيار مارين لوبان وحزبها، يتبنى مواقف تكاد تقترب من الأفكار النازية الخالصة، كما وصفت الصحيفة.

شكلت هذه الصورة أعلى نقطة وصلت إليها “فقاعة” إيريك زمور السياسية، قبل أن تنحدر مسيرة الرجل إلى “سقوط حر” انتهى بتخلي الجميع تقريبا عن أعتى أصوات العنصرية الفرنسية لأسباب سياسية وأيديولوجية، وقد أصبحت الاستحقاقات الانتخابية التالية، سواء الانتخابات الرئاسية التي فاز بها إيمانويل ماكرون في 2022، أو الانتخابات التشريعية التي تصدرها اليسار العام الحالي (2024) مجرد تأكيدات على أن ظاهرة زمور كانت سرابا ولَّى إلى غير رجعة.

تثير الغضب.. تصريحات لليميني الفرنسي إيريك زمور حول الإسلام

“بدعة فاشية”

قبيل الدور الأول من الانتخابات الرئاسية عام 2022 كانت مارين لوبان تشعر بخذلان شديد، بعد أن أعلن أبوها جون ماري لوبان دعمه لإيريك زمور في حالة ترشحه للانتخابات الرئاسية ضد ابنته، في حين كانت الأخبار أكثر من أن تحصى حول العلاقة “الخاصة جدا” بين ماريون ماريشال، ابنة أختها، وبين الصحفي اليهودي الذي أضحى أقرب أيديولوجيا وسياسيا إلى ماريون من خالتها.

خلال هذه الفترة، علمت مارين لوبان أن تيار أقصى اليمين أصبح على حافة انشقاق كبير، كما كانت بعض الاستطلاعات ترشح إيريك زمور لأن يكون الرجل الذي سيواجه إيمانويل ماكرون في جولة الإعادة. ورغم ذلك، لبست لوبان ثوب الواثق وخرجت تطالب زمور بالتقدم بملف ترشيحه إذ لم يكن قد فعل، وعلى النقيض، حاول مقربون منها خلف الكواليس إثناء زمور عن الترشح لكن الأخير كان يرفض في كل مرة.

عمل زمور خلال هذه الفترة بأدوات لوبان، فقد استقطب خلية تواصلية مقربة من ماريون ماريشال ساعدته على وضع إستراتيجيته الانتخابية الكاملة، ولوهلة أصبح شعار “زمور رئيسا” حلما قابلا للتحقيق بالنسبة للرجل، وكابوسا محتملا لجميع خصومه. جمع إيريك زمور للغرابة بين الأعجبين، فهو على الرغم من ميوله النازية كما تصفه أكثر من صحيفة فرنسية، يأتي من خلفية يهودية يحرص على الاعتراف بها ولا يتوانى عن استعمالها عند الحاجة، فقبل الدور الأول للاستحقاق الرئاسي، نشرت الصحافة الفرنسية أنباء تفيد أن المرشح الرئاسي أرسل رسائل إلى جميع يهود فرنسا يدعوهم فيها إلى التصويت له، وهو ما اعتبر فضيحة في فرنسا، خصوصا أنه في بلد العلمانية، تُمنَع الدعاية وفق أسس دينية أو عرقية.

رغم ذلك، أثمرت خطة زمور شيئا ما في نهاية المطاف. وفي إسرائيل نفسها تمكن “نبي الفاشية”، بفضل آرائه المعادية للإسلام خصوصا، من الحصول على 50 بالمئة من أصوات الفرنسيين المقيمين في أراضي الاحتلال، في حين لم تحصل مارين لوبان إلا على 3.3 بالمئة من الأصوات، لكن لسوء حظ زمور لم يكن هذا “الحشد الديني العرقي” كافيا للفوز إذ حل الرجل في المركز الرابع في الانتخابات الرئاسية خلف إيمانويل ماكرون ومارين لوبان وجون لوك ميلانشون (أقصى اليسار) بنسبة 7.07 بالمئة فقط من إجمالي الأصوات، فكانت صخرة الواقع أقسى بكثير من أحلام السياسي المتطرف.

بيد أن إيريك زمور لم يتقبل تلك الهزيمة الانتخابية القاسية على أنها “هزيمة حقيقية”، وسارع الفريق المقرب منه إلى وصفها بأنها “هزيمة مشجعة”، وهو ما كان يصيب جزءا من الحقيقة، لأن الرجل تحول من صحفي تثير تصريحاته الرأي العام وتحرك ملفات المحاكم، إلى سياسي ومرشح رئاسي تمكن من حصد نسبة من أصوات الشعب الفرنسي، ولو كانت قليلة. أما عن الأسباب الحقيقية للإخفاق، فيمكن استنباطها بسهولة، فالمرشح الرئاسي الفرنسي كان يبني حملته الانتخابية على كراهية الإسلام والعداء للمهاجرين فقط، ولم يقترب من مواضيع أخرى تهم الناخبين الفرنسيين، مثل الأوضاع الاقتصادية وكيفية تحسين المعيشة، بل كان كلام المرشح الانتخابي في هذا الأمر قليلا جدا، ويفتقر إلى الكثير من الحدة والوضوح.

إضافة إلى ذلك، دفع زمور ثمن تصريحاته الداعمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الوقت الذي كانت فيه روسيا تشن حربها على أوكرانيا، وكانت فيه أوكرانيا تتلقى الدعم اللامشروط من أوروبا والغرب، إذ لم يبد زمور أي تعاطف مع اللاجئين الأوكرانيين، كما لم يظهر الرجل القدر الكافي من ضبط النفس اللازم لأي مرشح انتخابي، بل اعتاد مهاجمة خصومه في الفعاليات العامة كما حدث في مرسيليا مع المناضلين ضد العنصرية، من دون نسيان بعض تصريحاته التي لا تصب أبدا في سياق “المساواة” بين الرجال والنساء فضلا عن اتهامه بعدد من وقائع الاعتداء الجنسي.

سراب البرلمان الأوروبي

في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي اختبر خلالها زمور أولى إحباطاته السياسية، جاء الدور على الاستحقاقات الانتخابية الثانية التي كان يعول عليها حزب إيريك زمور “استرداد” من أجل امتلاك صوت مسموع في السياسة الفرنسية، ولكن قبل الحديث عن نتائج هذه الانتخابات يجب أن نشير إلى خلفيات مهمة جرت خلال مرحلة التحضير للسباق.

مباشرة بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، بدأت الأخبار تشير إلى انضمام ماريون ماريشال لوبان ومقربين منها إلى حزب إيريك زمور، ولا يمكن بحال إنكار أن هذه الخطوة تعني الكثير خصوصا أن ابنة أخت مارين لوبان تعتبر إحدى الشخصيات ذات العلاقات الواسعة في أقصى اليمين الفرنسي، كما أن نفوذها يصل إلى عدد من المجموعات الناشطة في هذا التيار، من بينها مجموعة راديكالية تميل إلى العنف المبالغ فيه بشكل علني.

وضع إيريك زمور ماريون ماريشال على رأس قائمته الأوروبية، معتبرا أن هذا الخيار سيشجع الشباب والجيل الجديد على دعم قائمته. في قرارة نفسه، كان زمور يأمل أن سليلة عائلة لوبان، بما تمتلكه من موهبة كبيرة وكاريزما انتخابية قادرة على قيادة هذه الحملة بنجاح. وعلى مستوى المضامين السياسية، كان زمور يسعى لتحويل الانتخابات إلى ما يشبه استفتاء داخليا فرنسيا على موضوع الهجرة بحيث تصبح “الأولوية الأوروبية” سياسة مشتركة للحفاظ على التوازن الديموغرافي.

في الخامس من مايو/أيار الماضي أعلنت ماريون ماريشال لائحتها للانتخابات الأوروبية، التي تضم بجانب إيريك زمور وصديقته سارة كنافو، غيوم بيليتي الرجل الثاني سابقا في حزب الجمهوريين (يمين كلاسيكي) وجون مسيحا (اسمه السابق حسام مسيحا) المصري الأصل وهو أحد أعتى الأصوات العنصرية في فرنسا، وعددا كبيرا من المرشحين المعروفين بعنصريتهم الشديدة ضد العرب والمسلمين.

وعلى العكس من صورة التوافق الظاهرة بين زمور وماريون، كانت الخلافات تختمر في السر بين الطرفين حول عدد من القضايا، أهمها الطريقة المُثلى للتعامل مع حزب “التجمع الوطني” بقيادة مارين لوبان وجوردان بارديلا. وفي سبتمبر/أيلول 2023 قالت صحيفة لوبوان إن شقاقا واضحا ظهر بين أصدقاء ماريون لوبان وحلفاء زمور، حول هذا الموضوع خلال حفل غداء صاخب لحزب “استرداد”. فبينما رأت ماريون وحلفاؤها في بارديلا حليفا محتملا يمكن التوافق معه حول “إستراتيجية تكاملية”، رأى أنصار زمور أن إعلان العداء لحزب “آل لوبان” ضرورة إستراتيجية وتكتيكية وأيديولوجية لأنه لا يتحدث عن الاستبدال الكبير، ولأنه يسير بسياسة “منح الخد الأيمن ثم الأيسر ثم السكوت”.

سيظهر هذا الخلاف إلى العلن في الحفلات الانتخابية التي أقيمت يومي الثالث والسادس من أبريل/نيسان، حينها كانت استطلاعات الرأي تعطي الحزب أقل من 5 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الأوروبية وهو ما يعني عدم الحصول على أي مقعد في البرلمان الأوروبي. في التجمع الانتخابي الأول، كان جيروم بيليتي المقرب كثيرا من ماريون ماريشال يؤكد أن جوردان بارديلا، ليس عدوا أو خصما، معتبرا أن المكان يسع بارديلا وماريون كليهما قائلا: “هناك إمكانية أن يكون بارديلا وماريون ماريشال في البرلمان الأوروبي، الأمر بسيط، الخيار الإستراتيجي سيكون بالطبع التشجيع للتصويت لصالح ماريون في هذه الانتخابات”. بعد ذلك بيومين، ولكن في قاعة مختلفة، كان السيناتور ستيفان غافيي، حليف زمور، يكيل الهجوم لحزب مارين لوبان معتبرا إياه حزبا بني على الكذب، ويسمح بمنح الإقامة للأجانب ويصمت أمام بناء المساجد.

 

أنا لست صديقك

في النهاية، أحدثت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي رجّة قوية للغاية في الأوساط السياسية الفرنسية إثر حصول تيار أقصى اليمين بقيادة حزب الجبهة على العدد الأكبر من المقاعد موزعا أوراق القوى السياسية من جديد. وفي خضم هذه “الفورة اليمينية” تمكن حزب إيريك زمور، بقيادة ماريون ماريشال، من تحقيق نتيجة استثنائية بالفور بـ4 مقاعد في البرلمان الأوروبي وهو أكبر مما كان يطمح إليه حزب “استرداد”، وهو ما دفع زمور إلى وصف هذه النتيجة بـ”الفرحة الكبرى”.

بعد هذه النتائج، وجدت فرنسا نفسها أمام اختيار مهم وحاسم، وتوجه جوردان بارديلا، رئيس حزب الجبهة، إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بطلب لحل البرلمان الفرنسي بحجة أن هناك تناقضا بين الأغلبيتين المحلية والأوروبية، فاتبع ماكرون العرف وحلّ الجمعية الوطنية مفسحا المجال لانتخابات تشريعية بدا للوهلة الأولى أن تكفتها تميل إلى صالح تيار أقصى اليمين الذي كان يفرك كفيه في انتظار نصيبه من كعكة الحكم من بوابة رئاسة الحكومة في انتظار الانتخابات الرئاسية القادمة 2027.

في مواجهة هذا الزحف اليميني، وبعد ساعات قليلة من إعلان النتائج الأولية للانتخابات الأوروبية، جمع اليسار حقائبه ووضع جميع خلافاته تحت الطاولة معلنا تأسيس “الجبهة الشعبية الجديدة” التي تضم أحزابا يسارية من أدنى الطيف إلى أقصاه. لا يمكننا هنا حصر الاختلافات الكبيرة الواضحة بين الأحزاب السياسية اليسارية بداية من الحزب الاشتراكي حتى الأحزاب الراديكالية، إلا أن جميع هذه الاختلافات نُحيت للوقوف أمام المد اليميني حيث كان أقصى اليمين قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى مقر الحكومة في قصر ماتينيون.

على العكس من ذلك، كان الوضع في معسكر اليمينيين مختلفا تماما رغم النتائج الإيجابية، فقد أثارت كعكة الحكم القريبة الأضغان القديمة ولم يتمكن أصدقاء الفاشية القدماء من الوصول إلى اتفاق يضمن لهم الحفاظ على الأغلبية. بدأت المناورات بعد انطلاق ماريون ماريشال في مفاوضات مع خالتها مارين لوبان ومع جوردان بارديلا لتكوين تحالف يميني يضم حزبيهما بجانب حزب الجمهوريين الذي أبدى رئيسه إيريك سيوتي رغبته الكبيرة في وضع يده في يد من كان يصفهم بالأمس القريب بـ”المتطرفين”.

وعلى عكس المتوقع، وافق حزب بارديلا على التحالف مع سيوتي، لكن أعضاء حزب سيوتي رفضوا هذه الشراكة مع حزب لوبان. وفي نفس الوقت، لم يتحمس بارديلا ومارين لوبان لأي تقارب مع إيريك زمور لسببين بارزين، الأول هو أن زمور ومنذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة لم يتوانَ قط عن الهجوم على لوبان وحزبها، وأما الثاني فهو أن آراء إيريك زمور السياسية بدت “متطرفة جدا” بالنسبة لحزب يحارب على جميع الجبهات من أجل نزع ملصق النازية الذي يطارده، رغم فشله في ذلك بسبب تصرفات أعضائه التي تصعب التغطية عليها.

في غضون ذلك، خرج إيريك زمور على قناته المفضلة “سي نيوز” للحديث عن حماسه الكبير لتطبيق المشروع الذي طالما دعا إليه، مشروع التحالف بين قوى اليمين مع أقصى اليمين ومسح آثار الحرب العالمية الثانية وعارها من أجل بناء فرنسا. خرج زمور في كل واد مؤكدا أنه لا يطلب شيئا لنفسه، وإنما يطلب “الصالح اليميني العام” وأنه هو نفسه لا يريد منصبا حكوميا ولا حقيبة وزارية. لكن، لم تلبث حقيقة الخلافات الداخلية في حزب زمور أن خرجت إلى العلن، بعد أن اتهمته ماريون ماريشال أمام ميكروفونات الصحافة وكاميرات التلفاز بعرقلة أي اتفاق، محملة إياه المسؤولية الحصرية عن فشل التحالف اليميني بين حزبهما وحزب التجمع الوطني. لم يتأخر زمور في الرد وخرج ليقول بشكل واضح: “هي تكذب، هذا مؤذٍ جدا وجعلني أشعر بالغثيان”، ثم أعلن طردها من حزبه هي وكل من يمت إليها بصلة.

قبل سنتين فقط، صوت أكثر من 2.5 مليون فرنسي لصالح إيريك زمور، أما اليوم فقد خسر الحزب معظم أصواته ولم يفز بأي مقعد في البرلمان رغم تقديمه 550 مرشحا، وهو انهيار واضح ومفاجئ لمشروع لفظه الجميع، الأصدقاء قبل الأعداء، لفظه أولئك الذين كانوا حتى الأمس يقولون إنه يقول بعض الحقيقة، أو كل الحقيقة، لكنهم اليوم يرونه أكثر تطرفا مما ينبغي.

اليوم يجلس زمور في البرلمان الأوروبي رفقة بعض الأحزاب النازية الأوروبية ينظر بنوع من التشفي إلى حزب التجمع الوطني الذي فشل في الحصول على الأغلبية في فرنسا، وبالكثير من الحقد على اليسار الذي قلب الطاولة على الجميع، وببعض من المرارة إلى إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي الذي لا يزال يتلاعب بمسرح العرائس، ويستذكر (زمور)  تلك الأيام القصيرة التي قضاها في قلب اللعبة السياسية الفرنسية قبل أن يُدفع مجبرا إلى الهامش، وبلا رجعة.

شاركها.
Exit mobile version