إدلب- نفّذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي في الحي الشمالي من بلدة أطمة شمالي إدلب تمكنت من خلالها من قتل شخص يُعتقد أنه تابع لتنظيم الدولة الإسلامية.
ويعرف الشخص بين جيرانه باسم علي عزيز، في بلدة أطمة، التي جاء للسكن فيها قبل 6 أشهر، بعد أن استأجرت والدته المنزل وتم تسجيل العقد لدى السجل العقاري باسمها، ويقطن المنزل حسب الجيران مع زوجته وطفله ووالدته.
مداهمة وقتل
وقال عبد القادر الشيخ، وهو شقيق صاحب المنزل الذي يستأجره عزيز، في حديث للجزيرة نت، إن العملية بدأت الساعة الثانية فجرا واستمرت لمدة ما يقارب الساعتين ونصف الساعة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والقنابل الصوتية.
وأضاف عبد القادر إنهم سمعوا صوتا خارج المنزل واعتقدوا أن لصوصا داهموا المكان، وفور خروجه مع ابنه وجّه نحوهم السلاح، وطلب منهم بالإنجليزية أن يتوقفوا ويرفعوا أيديهم ويخلعوا ملابسهم ولا يقتربوا من المنزل الذي تتم عليه عملية الإنزال.
وأضاف أن القوات التي وصلت انتشرت على الأسطح واستخدمت السلالم لتسلق الجدران، وكان مع القوات المهاجمة سيارات وإحداها عليها مكبرات صوت تدعو من خلالها إلى عدم الخروج من المنازل. وبعد الانتهاء من العملية وخروجهم من الحي “وجدنا جثة الرجل الذي كان يستأجر الطابق الثاني ويسكن فيه برفقة زوجته وطفله ووالدته”.
وأشار إلى أن الرجل حاول القفز من الطابق الثاني، وبالتزامن مع ذلك تم إطلاق الرصاص عليه وقتله خلف المنزل.

عينات تحليل وهواتف
وقال محمد الشيخ صاحب المنزل الذي شهد عملية الإنزال، في حديث خاص للجزيرة نت، إن الصوت كان مرعبا، عندما بدأت عملية خلع وتكسير الباب الحديدي. و”في لحظة خروجي إليهم لمعرفة ما يحدث توجهوا بالسلاح مباشرة وأمروني برفع اليدين والتقدم، وقبل وصولي إليهم صرخ بصوت عال اخلع ملابسك، قف على الحائط، لا تتحرك”.
وأضاف بعد ذلك أخرجوا جميع مَن في المنزل من عائلته، وذهبوا بهم لمكان يبعد 200 متر عن المنزل، وسمعوا أصوات انفجارات وإطلاق رصاص.
وفي هذه الأثناء، قاموا بأخذ عينات تحليل من (لُعاب الفم) وصادروا الهواتف المحمولة بعد أن حصلوا على رموز فتحها تحت التهديد ومن بينها هواتف النساء.
وفور انتهاء عملية المداهمة عند الفجر، يفيد صاحب المنزل بأن القوات أعطتهم أمرا بالعودة للمنزل وعدم الخروج منه حتى تشرق الشمس، مع تهديد بأن المنزل مراقب وإذا خرج أحدهم سيتم قصفه، في حين أكد أن الرجل وجدت جثته مرمية بجانب المنزل بعد أن حاول القفز من شرفة منزله بالطابق الثاني للهرب.

“درون” وتكسير
وأضاف الشاهد نفسه أنه قبل انتهاء المهمة وأثناء المداهمة نادوا شقيقه الصغير وهو طفل، وقاموا بتقييد يديه ومن ثم ربط طائرة (درون) بيديه وأمروه أن يدخل منزل الضحية، وكانوا عبر جهاز لاسلكي يأمرونه بالتحرك يمينا أو يسارا أو إلى الأعلى أو الأسفل حتى تأكدوا أن المنزل فارغ ودخلوا إليه.
وأشار محمد الشيخ إلى تخريب منزله، بالإضافة إلى فقدان مبلغ 3200 دولار أميركي ومصاغ ذهبي، والأهم هو أخذ كل الأوراق الثبوتية الشخصية من بطاقات شخصية وجوازات سفر وعقود ملكية.
وحول علاقتهم بالرجل المقتول، قال الشيخ “لم تربطنا به أي علاقة، ونادرا ما كنا نراه، ومن استأجر منا المنزل هي والدته، ويوجد عقد قانوني لدى المكتب العقاري المرخص من قِبل الحكومة السورية بذلك”.
وذكر أبو أحمد، وهو صاحب بقالة، للجزيرة نت، أن والدة الشخص المقتول هي من كانت تشتري حاجيات المنزل ومعروفة باسم “أم علي”، وهي من دير الزور، مضيفا أن الشاب نعرفه باسم علي وهو من الرقة وعمره يقارب 30 عاما.
وكانت قوات التحالف قد نفذت عملية إنزال جوي مشابهة عام 2022، قتلت خلالها زعيم تنظيم الدولة الإسلامية عبد الله قرداش المعروف باسم أبو إبراهيم القرشي في بلدة أطمة شمالي إدلب.