غزة– بورقة وقلم، وتحت أقمشة ممزقة، ومن دون أي شيء يستندون إليه، يجلس طلاب المرحلة الابتدائية في مواصي خان يونس على الرمال يتلقون تعليمهم في وضع كارثي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة.

الطالبة وئام الصوفي، ابنة الثماني سنوات، تقول ببراءة “نأتي هنا لنتعلم، ما معنا أقلام ولا دفاتر، بس بدنا نكتب بأصابعنا وما في شيء يوقفنا عن تكملة دراستنا”، وتتابع بإصرار “أتمنى الحرب تخلص ونرجع نعمّر مدارسنا ونتعلم فيها، لأن بدنا نعمر كل بلدنا فلسطين”.

أما المعلمة آلاء الشيخ عيد فتوضّح أنهم قرروا فتح المدرسة في هذا المكان “غير الملائم لعدم وجود بدائل”، مضيفة أنه “كما يعلم الجميع، المدارس دمرها الاحتلال الإسرائيلي وقضى على عدد كبير منها والمعلمون تعرضوا للقصف والقتل”.

وأوضحت أنه “مع استمرار الحرب أكثر من عام، قررنا إيجاد مكان للأطفال يتعلمون فيه الأساسيات على الأقل، وندعو كل المؤسسات الداعمة للتعليم واستمراره في قطاع غزة لتقديم الدعم لهؤلاء الطلاب ببناء خيام أفضل لتدريسهم، وندعوهم لتوفير المياه وبناء حمامات لهم”.

وتوضح أن إمكانات المدارس قبل الحرب كانت متوفرة من ألوان وقرطاسية ودفاتر وأقلام وطباشير، أما اليوم بفعل الحرب الغاشمة فلا يوجد شيء، وتضيف “نضطر إلى استخدام الإمكانات المتوفرة أو التأقلم مع الموجود واستخدامه كبديل في الأنشطة والرسومات”.

وتقول “لدي في المدرسة نحو 300 طالب وطالبة لأنه لا يوجد مكان للتعليم في هذه المنطقة غير هذا، ونسخّر كل الإمكانات والطاقات لتقديم العلم على أكمل وجه لهذه الفئة من الطلاب الذين حرموا من حياتهم المدرسية”.

وشددت على أن “المدرسة لا يوجد بها حمامات ولا مياه، نعاني كل المعاناة في هذه الجوانب كما كل النازحين”.

من ناحيتها، تقول المعلمة زينب علي إن الطلاب يأتون خاملين منهكين من قلة الطعام، فلا طحين ولا أغذية يتناولونها في ظل المجاعة، وأيضا تعاني المعلمات في هذا الجانب، لأن قلة الطعام والأكل تؤثر على التركيز.

وأكدت وزارة التربية والتعليم، في بيان سابق، أن الاحتلال حرم 58 ألف طفل العام الماضي من الالتحاق بالصف الأول، وحرم أكثر من 600 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من مواصلة تعليمهم للعام الثاني على التوالي.

شاركها.
Exit mobile version