ساو باولو- تجمّع ظهر أمس الأحد عشرات الناشطين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني على مدخل شارع باوليستا التجاري وسط مدينة ساو باولو كبرى مدن البرازيل، للتعبير عن احتجاجهم على الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة وعلى امتداد الأراضي الفلسطينية.

وتأتي هذه الوقفة ضمن سلسلة وقفات أسبوعية تنظمها “جبهة الدفاع عن الشعب الفلسطيني”، وهي إطار عريض يضم الكثير من الأحزاب والشخصيات تشكل في بدايات العام 2009.

وتقوم الجبهة بتنسيق هذه الفعاليات مع العديد من منظمات اليسار البرازيلي منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ورفع المشاركون شعارَيْ “الحرية للشعب الفلسطيني” و”العدالة لفلسطين”، ودعوا إلى وقف العدوان، منددين بصمت النظام الدولي عن المجازر المرتكبة بحق أهالي غزة، ومطالبين الدولة البرازيلية باتخاذ مواقف حاسمة تجاه ما يجري في الأراضي المحتلة، وإيقاف تجارة الأسلحة مع إسرائيل.

اعتداء

ونفّذت الوقفة في منطقة شهدت رسم لوحة جدارية ضخمة على أحد المباني تحمل عبارة “الحرية لفلسطين”، وكانت ضمن مجموعة لوحات جدارية بادرت لرسمها “حركة الأرض” البرازيلية، وهي حركة فلاحية يسارية تأسست منتصف ثمانينيات القرن الماضي هدفها إعادة توزيع الأراضي على الفلاحين بشكل عادل.

بادرت هذه الحركة إلى رسم جداريات تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في أماكن مختلفة بالبرازيل قبل أسابيع، لكن اللوحة التي نفذ الناشطون احتجاجهم تحتها أخيرا كانت قد تعرضت هي والفنانون الذين رسموها لاعتداء بعض المؤيدين لإسرائيل في الأيام الماضية.

وألقى العديد من ممثلي منظمات اليسار كلمات في هذه الوقفة عبروا فيها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وعن إدانتهم الاعتداء على الفنانين الذين يعبرون عن تضامنهم من خلال الرسم.

الأمل والسلام

وفي حديثه للجزيرة نت، قال الفنان الذي رسم اللوحة كليبر باجو إن “الصهاينة اعتدوا عليهم قبل أيام عندما كانوا يرسمون الجدارية، وحاول أحدهم إيقاعها من أعلى الجدار، ثم رموا الألوان على الأرض، وشوهوا اللوحة وأحدثوا فوضى في المكان”.

ويضيف باجو “هذه اللوحة عبارة عن لفتة صغيرة للتضامن مع ضحايا المجزرة التي تمارسها القوات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وهي تعبر عن الأمل والسلام”.

ويقول عضو جبهة الدفاع عن الشعب الفلسطيني جواو كونسيساو للجزيرة نت إن الصهاينة لم يكتفوا بالاعتداء على الفنانين، بل ذهبوا إلى القضاء للادعاء على حركة الأرض البرازيلية بزعم أن الرسم “يحض على العنصرية والكراهية”.

ويتابع كونسيساو “تواصلوا مع بعض نواب البرلمان من اليمين المتطرف لتحريضهم ضدنا”.

وأضاف أن المنظمات البرازيلية لن تتوقف عن رسم الجداريات ولا عن التظاهر للفت نظر الشعب البرازيلي إلى المجزرة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وأنهم سيعودون إلى الرسم مرة أخرى.

يذكر أن البرازيل كانت قد أعلنت عن دعمها الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائيةالدولية، قبل أن يصف الرئيس لولا دا سيلفا في فبراير/شباط الماضي ما يجري في غزة بـ”الإبادة الجماعية”، وهو ما أثار أزمة دبلوماسية مع إسرائيل استدعى دا سيلفا على إثرها سفيره من تل أبيب.

شاركها.
Exit mobile version