أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري لبرنامج “ما وراء الخبر” أن الهجمات التي تشن بالطائرات المسيّرة على أهداف في الداخل الروسي تثبت حدوث تطور بالقدرات لدى الجانب الأوكراني في استخدام المسيّرات، مقابل وجود ثغرات في منظومات الدفاع الجوي الروسية المسؤولة عن تأمين الحماية للأهداف الإستراتيجية بدءا من الكرملين والقبة الزرقاء.
وقال إن أوكرانيا بدأت في استخدام المسيرات منذ يونيو/حزيران الماضي، وإن قدراتها في هذا المجال بدأت تتزايد بصورة واضحة وبعضها كانت تصل إلى عمق أكثر من 500 كيلومتر، متحدثا عن محاولة لضرب منظومة الإمداد اللوجستي والعملياتي لإضعاف القدرات القتالية للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.
وأضاف -في حديثه لحلقة (2023/5/5) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن الهجوم الذي استهدف الكرملين مؤخرا، بحسب الرواية الروسية، ما يزال ضبابيا ومصدر الطائرة المسيّرة التي استخدمت فيه لم يعرف بعد.
وأعلن الكرملين، في وقت سابق، أن الجيش والاستخبارات الروسيين عطّلا طائرتين مسيّرتين حاولتا الهجوم على قصر الكرملين وسط موسكو التي اتهمت كييف بالتخطيط لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين.
وفي تعليقه على المسيّرات التي تستهدف الداخل الروسي، قال الخبير في الشؤون الإستراتيجية أندريه فرولوف إن الإدارة العسكرية والسياسية في روسيا تأخذ الأمر بجدية، وكشف عن اجتماع عقده مجلس الأمن القومي الروسي لبحث الموضوع، مؤكدا أن الكثير من المسيّرات دمرت حول موسكو مؤكدا لأن أنظمة الدفاع الجوية الروسية فعّالة لدرجة كبيرة.
في حين أكد كورت فولكر السفير الأميركي السابق لدى حلف الناتو بأن بلاده لا تعرف بالتحديد الجهة التي تقوم بإطلاق المسيّرات، هل هم عملاء أوكرانيون داخل روسيا؟ أم الروس أنفسهم، لدفع الأمور نحو المزيد من التصعيد؟
وكشف أن الولايات المتحدة لا تزود أوكرانيا بمعدات وسلاح يمكن أن يستخدم في ضرب الداخل الروسي، وطلبت منهم ألا يفعلوا ذلك، لكنه وصف تلك الأهداف بالمشروعة.
وكانت سلطات الطوارئ الروسية أعلنت اندلاعَ حريق في منشأة “إيلسكي” النفطية بإقليم كراسنودار جنوبي البلاد جراء هجوم بمسيّرة. ويعد الهجوم الثاني من نوعه على نفس المنشأة خلال 24 ساعة، بعد هجوم آخر بمسيّرة تسبب في اندلاع حريق بأحد خزانات الوقود. وتنفي أوكرانيا باستمرار وقوفَها وراء هجمات ضد أهداف داخل روسيا.
هجوم الربيع وميزان القوى
وحول ميزان القوى بين الطرفين في ظل ما أطلق عليه هجوم الربيع الذي تحدثت عنه أوساط استخباراتية أميركية وغربية، رأى الدويري أنه بالنظر إلى عنصر الأسلحة الغربية التي تتميز تقنيا وفي الأداء فسيكون الميزان العددي لصالح القوات الروسية، والنوعي لصالح القوات الأوكرانية.
أما الخبير الروسي فقال إن ميزان القوى لصالح بلاده أكثر مما كان العام الماضي، من جانب النوعية والعدد، وإن أوكرانيا لم تعد كما كانت من قبل رغم ما تستلمه من أسلحة ومعدات غربية، متوقعا سقوط هذا الدعم الغربي قريبا. وقال أيضا إن روسيا لم تحدد توقيت انتهاء “العملية العسكرية” في أوكرانيا، وستكون النتائج على أساس الأهداف التي حددها الرئيس فلاديمير بوتين وهي: نزع سلاح أوكرانيا وتغيير النظام هناك، كما قال.
وبينما أكد أن بلاده لديها تفاؤل حذر من هجوم الربيع الذي أعلنت عنه كييف منذ أسابيع، توقع الضيف الأميركي أن ينجح الجانب الأوكراني في تحقيق إنجازات.