• مع الراحل ياسر عرفات تمددت حركة فتح بوصفها حركة تحرر تولت قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. مع الرئيس الحالي محمود عباس أصبحت فتح حزب سلطة، هل تعتقد بإمكانية بقاء فتح فاعلة ومؤثرة سياسيا خارج إطار السلطة؟ وما شروط أو متطلبات ذلك برأيك؟

فتح أضعف من كونها حزب سلطة، لأنها ليست الحزب القائد في هذه المرحلة. إذا كانت منظمة التحرير قد أخذت كل مؤسسات فتح، فالسلطة أخذت قرار فتح، ومنظمة التحرير أضحت جزءا من السلطة. فلا تستطيع القول إن فتح هي التنظيم أو القيادة السياسية للحالة الفلسطينية.

نحن نعاني من إرباك وفوضى داخلية نتيجة تحول العدو إلى الإرهاب المنظم والأبارتهايد، وممارسات يندى لها الجبين من تطهير عرقي وحرب إبادة وطغيان وتجاوز من فلسطين إلى لبنان لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.

  • ومتى يمكن أن تكون حركة فتح مؤثرة في الشارع؟

حينما يتم الفصل بين الثلاثي: منظمة التحرير، والسلطة التي هي ذراع المنظمة في الداخل، ولا مسؤولية سياسية لها لكن يجتمع فيها كل شيء: من المال إلى القرار إلى فتح، وأخيرا حركة فتح التي يجب أن تكون على يسار الجميع، على اعتبار أن لها إرثا نضاليا كبيرا.

يجب ألا يذهب إرث فتح الكبير في لُجة ما يجري اليوم من انقلابات على كل صعيد، سواء انقلاب على الأخلاق في العالم خاصة العربي الذي يرى الدم في غزة ماء لا قيمة له، بالتالي الوضع معقد كثيرا وخطير، وهذا يستوجب استحضار فتح بنهج وإرادة ونظام وتخطيط يسمح لها بالاستمرار.

بالتالي حركة فتح اتخذت في الماضي فكرة ملهمة هي أن الكفاح المسلح أقرب الطرق إلى فلسطين، وأن السياسية الدامية التي تنبع من فوهة البندقية هي التي اعتمدت، وأن المرحلية يجب ألا تكون على حساب الإستراتيجية.

يجب ألا نعدم أي إنجاز حققناه سواء على الصعيد المحلي سواء وحدة الشعب واستقطابها للأوفياء للعقيدة والدين والقيم الذين يدافعون عن وطنهم. أو على الصعيد الخارجي حيث حصلنا على مواقع مؤثرة ومهم جدا على صعيد مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

يجب ألا نفرط بأي منجز تحقق ويجب أن نضع سياسة واضحة للتعاطي، سواء مع العدو أو الصديق، وهذا يتطلب أن نعرّف فتح مرة أخرى أنها حركة تحرير وطن وليست حركة تمرير صفقات.

شاركها.
Exit mobile version