ورد في مقال بصحيفة غارديان اليوم الجمعة أن سلاح الجو الملكي البريطاني شن أول هجوم له هذا الأسبوع على جماعة أنصار الله (الحوثي) في اليمن.

وكتب بول روجرز الأستاذ الفخري لدراسات السلام في جامعة برادفورد في المقال أن بريطانيا تكون بذلك قد انضمت إلى العملية العسكرية الكبيرة التي أطلقتها الولايات المتحدة تحت اسم “رايدر الخشن”، وشملت ضربات جوية استمرت 45 يوما.

ونقل عن تقارير إخبارية أن عملية “رايدر الخشن” تعد دليلا على أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشن حربا أشرس مما كانت عليه في عهد سلفه جو بايدن، وليس أدل على ذلك من أنها استهدفت أكثر من ألف موقع للحوثيين، وفقا للولايات المتحدة نفسها.

تشييع ضحايا الغارات الأمريكية في اليمن

قاعدة قبرص

بيد أن كاتب المقال يصف مشاركة بريطانيا في تلك العملية بأنها لم تكن مجرد مشاركة رمزية، إذ تكمن أهميتها على وجه التحديد بارتباطها بقاعدة “أكروتيري” التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص، التي يستخدمها الجيشان الأميركي والبريطاني مركزا لدعم إسرائيل بطرق متنوعة.

وضرب أستاذ دراسات السلام مثالا على ذلك، بقيام طائرات الاستطلاع التابعة لسلاح الجو البريطاني بأكثر من 500 طلعة جوية فوق قطاع غزة منذ بدء الحرب.

وذكر روجرز أن هناك تعاونا وثيقا بين سلاح الجو البريطاني والإسرائيلي تمثل في الزيارات المتكررة المتبادلة بين كبار ضباطهما، وتجلى بصورة أكبر في حركة القوات الأميركية الخاصة إلى إسرائيل، ونقل الأسلحة إلى قوات الاحتلال في قطاع غزة.

وأوضح أن طائرات نقل عسكرية إسرائيلية ظلت -خلال الحرب الحالية في غزة- تهبط في قاعدة العمليات الرئيسية لسلاح الجو الملكي البريطاني في قرية بريز نورتون في أوكسفوردشاير شمال غربي لندن.

عواقب

وحذر من أن هذا التعاون وغيره من الأمثلة التي تدل على الصلات الوثيقة بين الجيشين البريطاني والإسرائيلي، لها عواقب سياسية كبيرة، يتعلق بعضها بتطورات الحرب نفسها، حيث تعرضت إسرائيل لانتقادات شديدة بسبب سلوكها العنيف في غزة.

ومع ذلك، فقد واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقديم الدعم لإسرائيل الذي يسمح لحكومتها برئاسة بنيامين نتنياهو بالتصرف دون أن يخشى أي عقاب، وفق مقال الغارديان.

لكن روجرز يقول إن العنف الذي تمارسه إسرائيل في الأراضي المحتلة حوّلها إلى دولة منبوذة في معظم أنحاء العالم، حتى في البلدان التي كانت تحظى فيها بدعم كبير في السابق.

وأشار إلى أنه منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار الأخير، فإن منعها وصول المواد الغذائية والإمدادات الطبية والوقود والمياه إلى قطاع غزة، جلب عليها مزيدا من الانتقادات المريرة.

وتوقع روجرز أن الضرر الذي لحق بإسرائيل جراء ذلك سيستمر لسنوات، إن لم يكن لعقود طويلة، حتى لو انتهت الحرب في وقت مبكر وهي مسألة يستبعدها الأستاذ الجامعي في مقاله بالصحيفة البريطانية.

ومن العواقب السياسية الناجمة عن حرب غزة على بريطانيا -لا سيما على حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر- المظاهرات العديدة في البلدات والمدن التي تخرج أسبوعيا احتجاجا على ما يجري في غزة، ولكن نادرا ما تحظى بالتغطية من وسائل الإعلام الرئيسية.

ويضاف إلى ذلك الحملات التي تنظمها نقابات العمال ضد الشركات البريطانية التي تزود إسرائيل بالمعدات العسكرية.

شاركها.
Exit mobile version