تعز– قلّل قيادي بارز في جماعة أنصار الله (الحوثيون) من أهمية تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف قيادات الجماعة، وقال إنها لا تخيفهم، وتوعّد في الوقت ذاته تل أبيب بـ”ضربات موجعة”.

وفي حوار مع الجزيرة نت، أوضح عضو المكتب السياسي للحوثيين، حزام الأسد، أن “العدو الإسرائيلي لا يستقوي إلا على أطفال غزة، وهو الأضعف”، وذلك تعليقا على تهديدات متكررة أطلقها مسؤولون إسرائيليون مؤخرا باغتيال قيادات حوثية، ومن بينهم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، ردا على هجمات بصواريخ ومسيّرات استهدفت تل أبيب.

وفي ما يلي نص الحوار:

  • هناك تهديدات إسرائيلية متكررة بتصعيد العمليات في اليمن واستهداف قيادات الحوثيين، ردا على الهجمات على تل أبيب. كيف تنظرون إلى ذلك؟

بالنسبة إلى التهديدات الإسرائيلية باستهداف قيادات يمنية، فإن العدو الذي لا يستقوي إلا على أطفال غزة هو الأضعف، وهو من يجب أن يخاف. الشعب اليمني -الذي يتوكل على الله ويثق بنصره- يقاتل دفاعا عن المستضعفين من النساء والأطفال وكبار السن والمدنيين في غزة، ولا يخاف إلا الله. يقول الله تعالى “الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا”.

لقد دخلنا هذه المعركة بوازع ديني قرآني وأخلاقي وإنساني دون حسابات دنيوية. وعلى العدو أن يتحسس رأسه، فقد اعتاد الإفلات من العقاب بعد ارتكاب الجرائم. لكن هذه المرة، عليه أن يتهيأ لضربات موجعة تزلزل وجوده. وبالنسبة إلينا، فنحن نتمنى أن ننال الشهادة في سبيل الله ونحظى بالفوز برضوان الله ونحن نواجه المجرمين قتلة الأطفال والنساء، وقد اعتدنا تقديم التضحيات وقوافل الشهداء، وليست دماؤنا أغلى من دماء أهلنا في غزة، ولذلك فلا تخيفنا تهديدات العدو.

  • ما حجم الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية على صنعاء والحديدة، ولماذا تحديدا جرى استهداف هاتين المحافظتين تحديدا؟

العدوان الإسرائيلي على اليمن يستهدف بشكل متعمد المنشآت الخدمية المرتبطة بحياة ومعيشة المواطنين، خاصة في الحديدة وصنعاء. هذا الاستهداف يأتي انتقاما من الموقف اليمني الداعم لغزة. اختيار هاتين المحافظتين يعكس الإفلاس المعلوماتي للعدو، إذ فشل في تحديد أهداف عسكرية مؤثرة على مسار التصعيد في هذه المرحلة.

رغم ذلك، نحن واثقون بالله، وبعدالة قضيتنا، وبشعبنا المجاهد، وبجيشنا الباسل، وبما نمتلكه من قدرات تسليحية متطورة.

  • هل تتوقعون تصعيدا أكبر للهجمات الإسرائيلية على اليمن؟

نتوقع تصعيدا أكبر، خاصة أننا في مواجهة مباشرة مع أميركا وبريطانيا وإسرائيل. لكننا مستعدون لكل السيناريوهات التصعيدية بفضل الله، على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية.

  • ما الأهداف التي حققتها الهجمات التي تقومون بتنفيذها على إسرائيل؟

الجبهة اليمنية تُشكِّل عامل إسناد وضغطا على العدو لإيقاف عدوانه وفك الحصار عن غزة. العمليات العسكرية اليمنية حققت نتائج كبيرة في مسار الصراع مع كيان العدو، بما في ذلك إيقاف الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر، وتعطيل ميناء أم الرشراش “إيلات”، والتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة، منها تسريح آلاف الموظفين المستوطنين.

الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة التي استهدفت مناطق مثل “غوش دان” (يافا الكبرى) تُشكِّل تهديدا وجوديا للكيان ومركز ثقله الاقتصادي والسياسي والأمني. هذه العمليات ستستمر بوتيرة عالية حتى يتوقف العدوان والحصار عن أهلنا في غزة.

  • هناك من يرى تراجعا ملحوظا في هجماتكم بالبحر الأحمر وخليج عدن مع تصعيد متزامن ضد إسرائيل. كيف تفسرون ذلك؟

العمليات البحرية اليمنية مستمرة، وهي مرتبطة بأي محاولة تحرك أو نشاط إسرائيلي أو أميركي أو بريطاني. أغلب الشركات الملاحية المرتبطة بكيان العدو تفادت المخاطر ولم تعد تجرؤ على المرور من البحر الأحمر أو الاقتراب من بحر العرب وخليج عدن.

أما بالنسبة للقطع العسكرية، فخلال الأسابيع الثلاثة الفائتة استُهدفت بـ3 عمليات كبرى حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس هاري إس ترومان” وقطعها المرافقة شمالي البحر الأحمر، وكان آخرها أول أمس الاثنين، وكانت الإصابات مؤكدة ودقيقة. وستتواصل العمليات البحرية طالما استمر العدوان على غزة واستمر الدعم الأميركي والبريطاني للعدو الإسرائيلي.

  • بعد أيام تحل الذكرى الأول لانطلاق الهجمات الأميركية البريطانية على اليمن، ما الرسالة التي توجهونها في هذه المناسبة؟

في ذكرى العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، نخاطب شعبي أميركا وبريطانيا ونقول إن الضرائب التي تدفعونها لدعم مصالحكم تُستخدم لحماية قتلة الأطفال والنساء في غزة والاعتداء على سيادة اليمن. نحن مضطرون للدفاع عن أمتنا وشعبنا وسيادة بلدنا، ومستعدون لمعركة مفتوحة وطويلة الأمد.

دخلنا هذه المعركة بتقنيات متواضعة، لكننا اليوم -بفضل الله- نمتلك تقنيات متقدمة وإمكانات كبيرة نتيجة التصنيع والتطوير المستمر. إذا استمرت المعركة، فلن تتوقف عند الحدود التي يتخيلها العدو.

  • كم عدد الغارات الأميركية البريطانية على اليمن على مدار عام، وما حصيلة الخسائر الناجمة عنها؟

العدوان الأميركي البريطاني الإسرائيلي على اليمن تجاوز 940 غارة جوية وبحرية، بينما بلغت الخسائر البشرية 106 شهداء و314 مصابا.

  • كيف تتوقعون مسار الهجمات الأميركية البريطانية؟ هل سيكون هناك تصاعد أم انحسار لها؟

نحن مستعدون لأي تصعيد، سواء كان أميركيا أو بريطانيا أو إسرائيليا أو من أي تحالف يدعم الكيان الصهيوني. بنك الأهداف لدينا كبير ويتوسع يوميا، ومصالح العدو تحت مرمى صواريخنا الباليستية والمجنحة ومسيّراتنا الدقيقة طويلة المدى.

شعبنا -بفضل الله- متماسك وملتزم بمواقفه وقضيته الدينية والإنسانية العادلة. ومطالبنا واضحة ومشروعة بوقف المجازر بحق أهلنا المظلومين في غزة.

شاركها.
Exit mobile version