أثار منح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة العبرية في القدس جدلا واسعا بإسرائيل في ظل التحديات التي تمر بها البلاد.

وفي مقال لها بصحيفة ” هآرتس”، وجهت الكاتبة إيريس ليال نقدا لاذعا للرئيس الإسرائيلي معتبرة أنه يستحق دكتوراه في الخزي وليس دكتوراه فخرية، بسبب مواقفه المتذبذبة وعجزه عن اتخاذ قرارات حاسمة في إحدى أحلك الفترات في تاريخ إسرائيل.

وأشارت الكاتبة إلى أن فترة رئاسة هرتسوغ، التي كان يُتوقع أن تكون هادئة ومُكرّسة لتعزيز الوحدة الوطنية، أصبحت عنوانا للفشل في مواجهة تحديات غير مسبوقة أبرزها الأزمة الدستورية الناجمة عن خطة الحكومة الحالية لإضعاف القضاء وتعزيز سلطتها المطلقة.

ورأت الكاتبة أن هرتسوغ، بدلا من تبني مواقف صارمة في مواجهة المخاطر التي تهدد الديمقراطية الإسرائيلية، اختار لعب دور الوسيط بين طرفين متناحرين: الحكومة التي تسعى لتفكيك النظام الديمقراطي والمعارضة التي تكافح لحمايته.

وحسب الكاتبة، فإن هذا النهج المتذبذب لم يكن مناسبا في ظل هذه “الأوضاع الاستثنائية” التي تتطلب شجاعة ووضوحا في اتخاذ القرارات، وهو ما أدى إلى تعميق الفجوة بين المجتمع الإسرائيلي ومؤسسة الرئاسة.

عاجز أمام حكومة متطرفة

وتطرقت الكاتبة إلى فشل هرتسوغ في التعامل مع تداعيات حرب غزة واتخاذ قرارات تنسجم مع حجم المأساة، مضيفة أن عائلات الضحايا طالبت بمحاسبة القيادة السياسية وبتحقيق شامل في الإخفاقات الأمنية، في حين استمر هرتسوغ في تبني مواقف رمادية تفتقر إلى الحسم، وهذا الفشل في التعامل مع الأزمة الإنسانية والسياسية يُظهر برأيها انفصال الرئيس عن الواقع الحرج الذي تمر به البلاد.

ومن بين القضايا الأخرى التي أظهرت عجز الرئيس، وفقا للكاتبة، صمته المُقلق حيال تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، والانتهاكات التي ترتكبها ضدهم قوات الأمن بقيادة الحكومة اليمينية، وتجاهله لتصريحات عدد من الوزراء الذين دعوا إلى سياسات عقابية جماعية ضد سكان غزة، وعجزه عن وقف السياسات التي أدت إلى تدمير واسع النطاق ومآسٍ إنسانية في القطاع.

هرتسوغ أصبح، كما وصفه أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة العبرية، “رئيسا يسيء لمؤسسة الرئاسة في أكثر مراحل الدولة حساسية”.

واعتبرت الكاتبة أن هرتسوغ فشل أيضا في الدفاع عن المؤسسات الديمقراطية والإعلام الحر، فرغم تعهده في السابق بأنه سيقف ضد أي تهديد للديمقراطية، فقد تجاهل محاولات الحكومة السيطرة على وسائل الإعلام وإضعاف الصحافة المحايدة، بما في ذلك التهديدات بإغلاق المؤسسات الإعلامية المستقلة.

وفي الختام، قالت الكاتبة إن هرتسوغ أضاع فرصة تاريخية ليكون صوتا للشعب في مرحلة مصيرية، واختار موقف الحياد بدلا من أن يكون رمزا للوحدة والقيادة، وأصبح كما وصفه أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة العبرية “رئيسا يسيء لمؤسسة الرئاسة في أكثر مراحل الدولة حساسية”.

شاركها.
Exit mobile version