في مقال نشرته صحيفة “زو هدريخ” الإسرائيلية سرد الكاتب أفيشاي إرليخ أوجه التدهور في إسرائيل، والتي طالت كل مناحي الحياة في الداخل والعلاقات الخارجية، داعيا إلى وقف الحرب وإنهاء الاحتلال وإقرار السلام عن طريق حل الدولتين.

وقال إرليخ إن السنة الماضية كانت أسوأ سنة في تاريخ إسرائيل، معتبرا أن مستقبل البلاد يبدو غامضا، وسط ضباب حرب طويلة دون هدف واضح ودون موعد نهائي ودون تكلفة محددة.

ويضيف أن قوى أقصى اليمين الإسرائيلي بقيادة بن غفير وسموتريتش حاولت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي استغلال الأوضاع المتوترة لتعزيز سياسات الاستيطان في غزة والضفة الغربية، مما أدى إلى تصاعد حدة التوترات في المنطقة وتفاقم الأوضاع الإنسانية، مضيفا أن نقل الثقل العسكري إلى لبنان يشتت الانتباه عن غزة وعن التزام الحكومة بإعادة الأسرى.

نهب استيطاني

وأوضح أن هناك حملة واسعة من النهب الاستيطاني لأراضي المنطقة “ب” التي تخضع إداريا للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بإشراف من الجيش والشرطة، مما يمنع بشكل نهائي إمكانية إقامة دولة فلسطينية.

وحسب الكاتب، فإن شعار إعادة الأسرى الذي رفعته إسرائيل بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي -وهو الهدف الأول للحرب- بدأ يتلاشى في ظل رفض الانسحاب من غزة والتركيز على ساحات أخرى، وهي لبنان وسوريا والعراق واليمن، في ظل احتمالات اندلاع مواجهة مباشرة مع إيران.

وقال إرليخ إن جيش الاحتياط الإسرائيلي أصبح في الخدمة بشكل دائم، إذ يتم استدعاء الجنود مرارا وتكرارا، مما يتسبب في فقدانهم وظائفهم ومشاريعهم وتعليمهم وأن يعيش أطفالهم ظروفا أسرية غير مستقرة.

تدهور اقتصادي شامل

ويتابع أن الأوضاع الاقتصادية آخذة في التدهور، إذ لا توجد وظائف ولا تعليم ولا مشاريع بنية تحتية بسبب منع دخول العمال الفلسطينيين، كما ارتفعت النفقات الحكومية بشكل كبير وتراكمت الديون، وزادت الأسعار وغادر المستثمرون البلاد، وهاجر آلاف الشباب، مما أدى إلى حالة من الانكماش وانهيار الثقة الدولية في الاقتصاد الإسرائيلي.

وحسب تعبيره، فإن إسرائيل اليوم دولة معزولة ومنبوذة تخلى عنها حلفاؤها وتوقفت الرحلات المتوجهة إليها ولم يعد فيها سياح، مضيفا أنها أصبحت تصنف في مؤسسات الأمم المتحدة دولة ترتكب جرائم حرب ومسؤولة عن الإبادة الجماعية، وعندما يلقي رئيس وزرائها خطابا في الأمم المتحدة يغادر معظم المندوبين القاعة.

أجندة متطرفة

ويضيف الكاتب أن إسرائيل من أقصى اليمين إلى اليسار الصهيوني تعتقد أنها قادرة على العيش دون حل القضية الفلسطينية، وهذا الأمر يعكس جانبا من العقلية السائدة بين أغلبية اليهود في إسرائيل، أي ازدراء حقوق الفلسطينيين والاعتماد على الحلول العسكرية والرغبة في الانتقام وتحقيق نصر نهائي وأبدي.

لكن هذا النهج الذي تتبعه إسرائيل بحرمان الفلسطينيين من حقهم في الحياة لا يؤدي -وفقا للكاتب- إلا إلى اليأس وتعزيز روح المقاومة، وهو ما تجلى من خلال “طوفان الأقصى”.

ويعتقد الكاتب أنه كان من الممكن التوصل إلى اتفاق مع حماس، وبالتالي تحرير الرهائن وإنهاء المناوشات مع حزب الله في الشمال، لكن نتنياهو اختار بدلا من ذلك توسيع الحرب في لبنان واستفزاز الإيرانيين بغطاء من حلف “الناتو” والولايات المتحدة.

ويقول إن إصلاح منظومة الحكم في إسرائيل أصبح مطلبا ملحا، لكنه غير ممكن في ظل الحرب ورغبة الحكومة الفاشية في إنهاء القضية الفلسطينية من خلال التهجير والاستيطان وإخضاع الفلسطينيين، إذ لم يتخل سموتريتش وبن غفير عن رؤيتهما، ورئيس الوزراء الفاشي يعتمد عليهما لاستمرار حكمه.

وختم إرليخ مقاله بالدعوة إلى وقف الحرب وإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان فورا، مطالبا بالمضي في مسار الحل السلمي من خلال الاعتراف المتبادل بحل الدولتين.

شاركها.
Exit mobile version