كندا وأوروبا الشرقية

لا تشبه خسارات إسرائيل في الحرب ما يصنفه نتنياهو في خانة مكاسبها الإستراتيجية، لكن المتخصصون لهم رأي محدد في هذا الصدد، وخصوصا ما اتصل منها بالهجرة العكسية ليهودها.

عن ذلك يقول المختص بالشأن الإسرائيلي حلمي موسى “حسب معرفتي فإن حسابات سلطة الإسكان والهجرة لا تعتمد على الزيارات التي يقوم بها إسرائيليون للخارج وإنما على الفارق بين من يغيبون لمدة عام أو أكثر عن الكيان. وغالبا ما تميز أيضا بين المسافرين للعلاج أو للدراسة وبين من ينتقلون كعائلات تنقل مركز حياتها بالكامل إلى بلد آخر”.

ويضيف “طبعا هذا يتداخل مع أمور مثل إنهاء عقود إيجار بيوت أو بيع سيارات أو إنهاء عقود عمل محلية أو ترتيبات مع التأمين الوطني”. ويزيد “هناك معلومات عن انتقال مراكز شركات إلى الخارج أو نقل فروعها من إسرائيل للخارج. كل هذا يؤخذ بالحسبان وقت إعداد التقرير السنوي عن الهجرة السلبية في اسرائيل. كذلك فإن الهجرة الايجابية معروفة سواء من الجهات التي تنظم حملات هذه الهجرة أو من الدوائر التي تمنح الفوائد للمهاجرين الجدد.

ورجح موسى أن تكون كندا تحديدا “بين أكثر وجهات وصول المهاجرين من إسرائيل. كذلك كانت دول أوروبا الشرقية خصوصا لمواطنيها الذين كانوا هاجروا لإسرائيل في الماضي واستعادوا جنسياتهم”.

واعتبر أنه من “الطبيعي أن تضرب الهجرة السلبية أحد أهم قيم الصهيونية. حيث إنهم أصلا يسمون الهجرة إلى إسرائيل “عليا” بمعنى صعود أو حج والهجرة منها “يريدا” بمعنى نزول أو نكوص”.

في قراءته للبعد الاقتصادي لموجة الهجرة  الجديدة قال الباحث محمد البهنسي “إذا نظرنا إلى الشريحة الكبرى التي تقوم بالهجرة العكسية من إسرائيل نجد أنها شريحة الباحثين الشبان أو العلماء الذين في مقتبل العمر الذين لا يتمكنون من إثبات أنفسهم في إسرائيل، ولا حتى تنفيذ مشروعاتهم الاقتصادية، إلى جانب عدم القدرة على العيش في مجتمع آمن من الناحية الاقتصادية وفي ظل التقلبات العسكرية في إسرائيل وأبرزها الحرب على غزة، وبالتالي يضطرهم ذلك إلى الهجرة مرة أخرى إلى بلدان تحتويهم وتحتوي مشاريعهم العلمية والتكنولوجية والاقتصادية، وبإمكانها أن تحقق حلمهم الذي فقدوه في إسرائيل”.

شاركها.
Exit mobile version