اتفق محللون عسكريون إسرائيليون على أن عملية الجيش في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة ستتوسع إلى مناطق أخرى، وسط مطالبات بتدمير المخيم وتسويته بالأرض وتشكيك بتأثير العملية الجديدة ونجاعتها.

ويرى مراسل الشؤون العسكرية بالقناة 12 الإسرائيلية نير دفوري أن العملية لن تبقى في مخيم جنين فقط، إذ بدأت تتوسع إلى مدينة جنين بهدف تفكيك “البنية التحتية الإرهابية، وتنظيمات الناشطين هناك”.

وأعرب دفوري عن قناعته بأن العملية سوف تتوسع إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، مؤكدا أن جنين هي البداية فقط.

بدوره، طالب قائد سلاح البر بالجيش الإسرائيلي سابقا يفتاح رون-تال “بتسوية مخيم جنين بالأرض تماما كما كان في عملية السور الواقي عام 2002، وكما أصبحت غزة اليوم”.

ووفق رون-تال، فإن هذه معركة هجومية مستمرة هدفها في نهاية الأمر “تدمير البنى التحتية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية”، واصفا الضفة بأنها جبهة قتال “تقودها حماس ضدنا”.

والثلاثاء الماضي، أعلن جيش الاحتلال أنه وجهاز الشاباك وحرس الحدود باشروا حملة عسكرية “لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين”، وفق زعمه، وأطلق عليها اسم “السور الحديدي”.

بدورها، قالت متحدثة الجيش الإسرائيلي إيلا واوية في بيان “تُعدّ عملية السور الحديدي في مخيم جنين إحدى أكثر العمليات تطورا في تاريخ نشاطاته في المنطقة”، مشيرة إلى أن “القوات الأمنية استعدت للعمل المكثف منذ شهر لتحقيق أهداف هذه المهمة الإستراتيجية”.

من جانبها، شككت تاليا لانكري، وهي مسؤولة سابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، بفعالية العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة في مخيم جنين، معربة عن قناعتها بأنها “لن تحل المشكلة، وسيكون تأثيرها مؤقتا”.

لكن لانكري قالت إن الأمر سيختلف إذا كان هناك شيء آخر يحكم الضفة الغربية مثل تنفيذ جيش الاحتلال اقتحامات متكررة بشكل دائم “بما لا يمكّن الفلسطينيين من إعادة ترميم قدراتهم، ومنعهم من تطوير وسائل قتالية تغير المعادلة”.

بدوره، سلط وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون الضوء على استعداد رئيس المكتب السياسي السابق لحماس يحيى السنوار لإبرام صفقة تبادل للأسرى بعد 8 أيام من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال يعالون للقناة 13 الإسرائيلية إن إسرائيل هي من منعت إبرام صفقة آنذاك، لأن وزيري المالية والأمن القومي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير هددا بتفكيك الائتلاف الحكومي، كما يهددان الآن بمنع تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

ووصف ما يحدث بالجنون، معربا عن قناعته بأن إسرائيل تواجه حاليا أخطر أزمة في تاريخها، وطالب في هذا الإطار بضرورة اتخاذ قرار إما تكون إسرائيل “دولة يهودية ديمقراطية” أو “دولة دكتاتورية مسيانية فاشية متطرفة كما يريد سموتريتش وبن غفير”.

وحسب يعالون، وهو رئيس أركان سابق، فإن هذين الوزيرين يقومان فعليا بالاحتلال وضم الأراضي الفلسطينية وتطهيرها عرقيا من العرب.

شاركها.
Exit mobile version