أديس أبابا- خلال اجتماع سفراء دول أفريقية وممثلي منظمات دولية، مساء الأربعاء (الرابع من ديسمبر/كانون الأول)، في بهو قاعة بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، أعلن السفير محمد جاد ممثل مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، في كلمة مقتضبة، انطلاق البرنامج الذي يهدف إلى تقديم مواطنته، حنان مرسي، كمرشحة لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

وتحدث السفير عن مؤهلات المرشحة وخبراتها القيادية، معتبرا أنها الخيار المناسب لهذا المنصب، قبل أن يدعوها للمنصة لتبدأ حديثها.

وتتميز انتخابات قيادة المفوضية الأفريقية لعام 2025 بتغيير جذري مقارنة بالانتخابات السابقة، حيث تم تقييد الترشح لمنصبي رئيس المفوضية ونائب رئيس المفوضية من دول شرق أفريقيا وشمال أفريقيا على التوالي، في حين بقيت المناصب الستة الأخرى للمفوضين، مفتوحة لباقي دول القارة، وقد جاء هذا الترتيب تنفيذا لقرار القمة الأفريقية التي انعقدت في فبراير/شباط الماضي، وقررت مبدأ التناوب بين المناطق الخمس في القارة لتعزيز التمثيل العادل في قيادة الاتحاد الأفريقي.

احتدام المنافسة

وخلال حديثها عن أسباب ترشحها وما يمكن أن تقدمه، أوضحت حنان مرسي أنها تمتلك أكثر من 25 عاما من الخبرة القيادية حيث عملت ضمن منظمات دولية مرموقة مثل اللجنة الاقتصادية الأممية لأفريقيا والبنك الأفريقي للتنمية، وصندوق النقد الدولي، مشيرة إلى أنها قادت مبادرات وإصلاحات مؤثرة كما قدمت المشورة لدول نامية وناشئة ومتقدمة في مجالات حيوية مثل إدارة الديون، وكفاءة الإنفاق، وتعبئة الموارد، والسياسات المالية، حسب وصفها.

وتشغل الرواندية مونيك نسانزاباغانوا، حاليا منصب نائب رئيس المفوضية الأفريقية ويحتدم السباق على خلافتها، بين المرشحات الإناث فقط وتحديدا من دول شمال أفريقيا، حيث تتنافس المرشحة حنان مرسي مع أخريات وهن: سلمى مليكة حدادي، المديرة السابقة لشؤون أفريقيا بوزارة الخارجية الجزائرية وسفيرة بلادها لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى لطيفة أخرباش وزيرة الدولة السابقة بالخارجية المغربية، الرئيسة الحالية للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالمغرب.

وحول أولوياتها حال فوزها بالمنصب، أكدت حنان مرسي -التي تشغل حاليا منصب نائب المدير التنفيذي للجنة الاقتصادية الأممية لأفريقيا- أن تركيزها سينصب على بناء منظمة قوية وعالية الأداء قادرة على خدمة مصالح دول القارة، وذلك من خلال تعزيز القدرات الداخلية للمفوضية، واستقطاب أفضل الكفاءات الأفريقية، مع ضمان تمثيل يعكس التنوع القاري، فضلا عن تحسين استخدام الموارد المتاحة لتحقيق أقصى قيمة، عبر استغلالها بكفاءة وذكاء وبمستوى عالٍ من المساءلة، وفقا لتعبيرها.

سباق رئاسي

ووصف الباحث في الشأن الأفريقي، كيرام تادسي، مثل هذه البرامج بأنها محطة حاسمة في السباق الانتخابي، حيث تتيح لكل مرشح فرصة تقديم رؤيته بوضوح، مشيرا في حديثه لـ”الجزيرة نت” إلى أن الاتحاد الأفريقي يستعد في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري لمناظرة تلفزيونية تاريخية هي الأولى من نوعها، تجمع المرشحين لمنصب رئيس المفوضية الأفريقية لعرض خططهم وبرامجهم المستقبلية، مبينا أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الشفافية وتمكين الدول الأعضاء من تقييم الكفاءات واختيار الأنسب لتحقيق أهداف الاتحاد الأفريقي.

وتنحصر المنافسة على منصب رئيس المفوضية الأفريقية على المرشحين الذكور من دول شرق أفريقيا، وبعد إعلان حكومة موريشيوس سحب دعمها لمرشحها أنيل كيه جايان، انحصرت المنافسة على 3 مرشحين فقط وهم رئيس وزراء كينيا السابق رايلا أودينغا، ووزير خارجية جيبوتي الحالي محمود علي يوسف، ووزير مالية مدغشقر السابق ريتشارد راندريا.

ويتمتع المرشح الفائز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بولاية مدتها 4 سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة، وتجري الانتخابات بالاقتراع السري، ويتعين على الفائز أن يحصل على أغلبية ثلثي الأصوات بين الدول الأعضاء، في حين لا تشارك الدول المعلقة عضويتها -وهي 6 دول- في التصويت على الانتخابات التي ستعقد في القمة الأفريقية خلال فبراير/شباط المقبل.

شاركها.
Exit mobile version