التقطت الكاميرات الأمنية الروسية لقطات مدهشة لمسيرتين، يمكن رؤية إحداهما بالفيديو وهي تنفجر فوق قلعة الكرملين المحصنة هذا الأسبوع، وزعم المسؤولون الروس أن هذه كانت محاولة من قبل كييف لاغتيال زعيمهم، لكن أوكرانيا نفت صلتها بالموضوع. إذن، من يكون المسؤول؟

سؤال طرحه موقع “بيزنس إنسايدر” (Business Insider) الأميركي ليناقش بعد ذلك 3 سيناريوهات محتملة، منوها في البداية إلى أن حرب أوكرانيا مفعمة بالدعاية، ومتسائلا: هل أصبحت لدى كييف ذراع طويلة في الهجوم بالمسيرات؟ أم هل دبرت روسيا مثل هذه العملية لتبرير تصعيد خطير في محاولة لكسر الجمود العسكري؟ أم غير ذلك؟

وشدد الموقع على أن الهجوم إذا كان أوكرانيًّا فإنه يشير إلى أن قادة هذا البلد خاطروا بتصعيد كبير عبر خطة سيئة التنفيذ، مع وجود عدد قليل جدا من المتفجرات وعدم وجود بوتين على أي حال، لافتا إلى أن ثمة أسئلة عن كيفية اقتراب المسيرات من مقر السلطة في واحدة من أكثر عواصم العالم تحصينا.

وهنا يقول الموقع إن ثمة عددا من الأشياء في هذا اللغز لا تزال غير منطقية أو ببساطة غير واضحة المعالم، ولخص الموقع ما قاله الخبراء في هذه المرحلة في 3 سيناريوهات:

السيناريو الأول: أوكرانيا ترسل تحذيرًا

ثمة احتمال في أن تكون أوكرانيا وراء الهجوم كما يزعم الروس، رغم نفي كييف تلك المزاعم خصوصا أن أوكرانيا نفت في السابق عمليات في القرم وغيرها أقرّت لاحقا بأنها هي من نفذها.

إذن، لا يمكن استبعاد المسؤولية الأوكرانية عن هذا الحدث كليا لكن ينبغي توخي الحذر الشديد في ذلك.

ونقل الموقع في هذا الإطار تغريدة على تويتر للمؤرخ العسكري ومستشار الناتو في مجال المسيرات جيمس باتون روجرز قوله “قد يكون أحد التفسيرات هو أن أوكرانيا أطلقت مثل هذه المسيرة لإظهار القدرة المتزايدة على شن ضربات دقيقة وعميقة على أحد أكثر الأهداف أمانًا وتحصينا في العالم”.

ورغم أن نوع المسيرة لم يحدد بعد، فإن الموقع ينسب إلى الدكتورة مارينا ميرون، الباحثة في مركز الأخلاقيات العسكرية في كينجز كوليدج لندن، قولها، بناءً على مراقبة نمط طيران هذه المسيرة في الفيديو، إنها قد تكون طائرة كوادكوبتر صغيرة صينية الصنع، وهي نظام واسع الانتشار إلى حد ما، وربما تكون من نوع “يو جي 22” (UJ-22) التي يستخدمها الأوكرانيون ويمكنها الطيران بشكل مستقل لمسافة 500 ميل نحو هدف محدد سابقًا ولها قدرة على التهرب من بعض الرادارات.

السيناريو الثاني: أن تكون روسيا هي التي تقف وراء العملية

ثمة إشارات تشي بذلك، وفقا للموقع، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن في خطر أبدًا، وهذا المبنى الأيقوني لم يتعرض لأضرار طفيفة، كما استغل السياسيون الروس هذا الأمر على الفور ليقولوا إن روسيا نفسها تتعرض للهجوم.

وقال باتون روجرز للموقع إن من المحتمل أن تكون الضربة والخطاب المصاحب لها قد دبرتهما روسيا لتبرير هجوم اغتيال محتمل على الرئيس الأوكراني زيلينسكي.

وعلق الموقع على ذلك بالقول إن موسكو استخدمت الدعاية الكاذبة لتبرير عملها العسكري في أوكرانيا، وذلك قبل بدء العملية وأثناءها.

وقال باتون روجرز إن الادعاء بأن أوكرانيا حاولت اغتيال بوتين من المحتمل أن “يمثل منعطفا جديدا في الحرب”.

ومن المؤكد، حسب الموقع، أن روسيا حاولت مرارًا -وفشلت- في القبض على زيلينسكي أو القضاء عليه منذ بدأت الحرب قبل أكثر من عام، لكنها ربما تلجأ الآن إلى عمليات اجتثاث.

وثمة دافع محتمل آخر لقيام موسكو بهذه “الفبركة” وهو تعزيز الدعم الشعبي للحرب كما تقول ميرون التي تضيف أن روسيا بحاجة إلى نوع من التبرير لاستمرارها في الحرب في أوكرانيا، ولذا فهذه رسالة موجهة إلى السكان المحليين تقول “انظروا إلى مدى خطورة أوكرانيا.. إنهم يحاولون حتى قتل بوتين”.

السيناريو الثالث: أن يكون وراءها روس مناهضون لبوتين

يقول باتون روجرز “قد يكون السيناريو الثالث ألا تكون لهذا علاقة بالجيش الأوكراني على الإطلاق”، وذلك يثير احتمال أن تكون الجماعات المنشقة في روسيا هي المسؤولة عنه، خصوصا أن تقارير متعددة كانت قد تحدثت عن هجمات على البنية التحتية الحيوية ومحاولات اغتيال طوال الحرب الروسية في أوكرانيا.

وقد أعلنت مجموعات منشقة مختلفة مسؤوليتها عن بعض تلك الهجمات، وحفز حشد روسيا لمئات الآلاف من القوات في الخريف الماضي مقاومة لنظام بوتين، لكن معظم هجماتهم جاءت ضد مراكز التعبئة التي تديرها وزارة الدفاع الروسية.

لكن باتون روجرز يلفت إلى أنه لم “ير أي مؤشر” على أن مثل هذه الجماعات لديها القدرة على استخدام مسيرات في هجماتها، وهو يعتقد -نظرا لذلك- أن مثل هذا الادعاء قد يكون مجرد خيال.

شاركها.
Exit mobile version