نشر موقع “ذا هيل” مقالا يتوقع أن يتفق الرئيس المنتخب دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على صفقة بشأن غزة والضفة الغربية وصفها بأنها ستكون صفقة “مثيرة للسخرية” ومكلفة وتخدم مصالحهما الشخصية.

ويقول كاتب المقال راؤول ووتليف -المتخصص في الاتصالات والاستشارات الإستراتيجية- إن سياسة المعاملات التي يتبعها نتنياهو وترامب تستعد لإعادة صياغة الكارثة على أنها انتصار وتقديم فصل جديد من هذا التقليد.

وتوقع مع إعادة انتخاب ترامب، أن يشهد الشرق الأوسط قريبا قدرا من السياسات غير العادية: إنهاء الحرب في غزة مقابل ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية.

هل إسرائيل مستعدة لإنهاء الحرب في غزة؟

وأوضح أنه بالنسبة لنتنياهو سيسمح له مثل هذا السيناريو بالادعاء بأنه لم يهزم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فحسب، بل أعاد أيضا تشكيل خريطة الشرق الأوسط.

وفي الوقت نفسه، فإنه سيصرف الانتباه عن الإخفاقات الأمنية المدمرة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبالنسبة لترامب، ستكون فرصة لعقد صفقة كبرى في وقت مبكر من ولايته الثانية، ومنح قاعدته شعورا بالقوة وتعزيز إرثه باعتباره “مفاوضا رئيسيا”.

سياسة الصفقات

وقال إن كلا الرجلين يتبعان تقليدا طويلا من سياسات الصفقات، حيث تكون للأوضاع قصيرة المدى الأسبقية على الاستقرار طويل المدى. فقد كانت قمة ترامب 2018 مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مثالا لهذه السياسات.

وتلك القمة، التي وُصفت بأنها اختراق للسلام العالمي تجسد كيفية تحويل القادة لحظات الأزمة إلى أوضاع تخدم مصالحهم الشخصية.

كذلك لعب نتنياهو لعبة مماثلة، حيث وصف التوسعات الاستيطانية في الضفة الغربية بأنها “عقاب للعدوان الفلسطيني”، واستخدم العمليات العسكرية لتعزيز صورته كمدافع نهائي عن إسرائيل.

وأكد ووتليف أن مقايضة غزة بضم الضفة الغربية يتناسب بسلاسة مع نمط السياسة التي يتبعها نتنياهو وترامب.

مصالح الرجلين

بالنسبة لترامب، تقدم الصفقة عائدا سياسيا لا يُقاوم، حيث إن تسهيل مثل هذه الخطوة من شأنه أن يضعه كمهندس لإعادة تنظيم جريئة في الشرق الأوسط، وجلب “السلام” إلى غزة بينما يدافع عن سيادة إسرائيل في الضفة الغربية.

لقد تم بالفعل تحديد مرحلة هذه الصفقة، إذ يشير تعيين يشيل ليتر سفيرا لإسرائيل لدى الولايات المتحدة وترشيح مايك هاكابي سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل إلى توافق واضح في المصالح.

تكاليف كبيرة

ويستمر الكاتب محذرا من أن تكاليف هذه الصفقة ستكون كبيرة، موضحا أنه في حين أن هناك حاجة ماسة لوقف الأعمال العدائية في غزة، فإن ضم الضفة الغربية يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات لا توصف ومزيد من العنف.

كما أنه سيعمق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، ويزيد من عزل إسرائيل دوليا ويسحق أي آمال متبقية في حل الدولتين.

وبالنسبة للفلسطينيين، سيمثل ذلك فصلا آخر في تاريخ طويل من نزع الملكية والحرمان من الحقوق، حيث يتم تداول مستقبلهم بعيدا من أجل البقاء السياسي للقادة الذين ينظرون إليهم أنهم بيادق في لعبة أكبر.

وبالنسبة لنتنياهو، قد يحافظ مثل هذا الاتفاق مؤقتا على بقائه السياسي. وبالنسبة لترامب، قد يلمع صورته كصانع صفقات. ولكن بالنسبة لشعوب المنطقة، سيكون ذلك بمثابة تذكير صارخ بأنه في مثل هذه السياسات التي تركز على المصلحة الشخصية، فإن الناس دائما هم الذين يدفعون الثمن الأعلى.

شاركها.
Exit mobile version