بعد جهود متعددة الجوانب تمكنت المخابرات المصرية من تحقيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بعد ما يقرب من 5 أيام من القتال، لكن هل استطاعت إسرائيل بتفوقها العسكري فرض شروطها لوقف الحرب؟
هذا ما أكد آموس هاريل في تقرير له بصحيفة هآرتس Haaretz الإسرائيلية أنه لم يحصل، مبرزا أن هذه ليست المرة الأولى التي تجد فيها الحكومة الإسرائيلية أن إطلاق عملية عسكرية في غزة أسهل من إيقافها.
وذكر أن بيانا للجهاد الإسلامي وحركة حماس وجماعات أخرى في غزة أكد أن القتال انتهى وحذر إسرائيل من “العودة إلى” سياسة الاغتيالات المستهدفة، كما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت لاحق بيانا يبدو أنه يؤكد وقف إطلاق النار.
وأضاف أن إسرائيل ظلت طوال يومي الجمعة والسبت تنتظر مساعدة المخابرات المصرية على أمل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار مع حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، التي لا يبدو أنها كانت في عجلة من أمرها لإنهاء القتال من أجل تحقيق إنجاز ما.
وأوضح هاريل أن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري الواضح والضرر المحدود الذي سببته حركة الجهاد الإسلامي لها، لم تكن قادرة على إملاء إستراتيجية خروج من هذه الصراع الأخير، لا في التوقيت ولا في الشروط التي سعت إليها.
وأضاف أنه كان من الواضح أن إسرائيل لم يعد لديها الكثير لتكسبه من استمرار العملية، وأنه كلما طال أمدها، كان من الصعب تحديد وضرب أهداف جديدة، في حين أن خطر إصابة المدنيين عن طريق الخطأ سيزداد.
وقال إن هذا هو السبب الذي جعل مسؤولي الجيش الإسرائيلي والشاباك يوصون الحكومة منذ الخميس الماضي بالسعي من أجل وقف لإطلاق النار، وأشار الكاتب إلى أن الخطر على صانعي القرار الإسرائيلي كان سياسيا أيضا، إذ كان من الممكن أن يتسبب استمرار الهجمات الصاروخية في فقدان الإسرائيليين صبرهم وتراجع دعمهم لأعمال الحكومة.
لكن مفتاح وقف إطلاق النار لم يكن بالضرورة بيد إسرائيل، حسب هاريل، بل يحتمل أن حركة الجهاد الإسلامي تعلمت من الجولة السابقة، التي استمرت 3 أيام في أغسطس/آب من العام الماضي، أن من المجدي مواصلة الاشتباك لفترة أطول قليلا، حتى لو فشلت في التسبب في العديد من الضحايا الإسرائيليين، إذ إن مجرد قدرتها على الاستمرار والصمود لفترة في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي هو في حد ذاته إنجاز.
وهذا هو السبب الذي جعل إسرائيل، رغم النجاح العسكري الأولي الذي حققته، عالقة حتى يوم السبت في فخ لم يسمح لها بإنهاء العملية، مما عكس، إلى حد ما، عدم وجود مخرج من إستراتيجيتها الشاملة فيما يتعلق بغزة، وفقا لهاريل.