كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن مضمون الرسالة التي قدمتها جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول “صفقة المعادن مقابل الأمن”، التي تم الحديث عنها مؤخرا.

وقالت الصحيفة إن تشيكسدي تقدم بطلب المساعدة على هزيمة المتمردين، مقابل الوصول إلى المعادن التي تحتاجها شركات التكنولوجيا الفائقة في الولايات المتحدة، حيث أكد أن الشراكة مع بلاده ستعطي للأميركيين ميزة إستراتيجية من خلال تأمين معادن حيوية مهمة مثل: الكوبالت، والليثيوم، والتنتالوم، والنحاس.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقة عرضت فرصا في مجال التعدين لصالح صندوق الثروة السيادي الأميركي الذي أطلقة ترامب قبل أيام.

وفي مقابل هذه المزايا، طلب تشيكسدي من ترامب الموافقة على “اتفاقية أمنية رسمية” لمساعدة الجيش الكونغولى في هزيمة حركة إم23 المدعومة من رواندا، والتي هزمت القوات الأممية والنظامية، والمليشيات الداعمة للحكومة، واستولت على مدن رئيسية في المناطق الشرقية مثل بيكافو وغوما.

ووفقا لما أوردته الصحيفة، فإن رسالة تشيكسدي المتعلقة بالصفقة وصلت إلى مكتب ترامب عبر وسيط غير رسمي، يقدم المشورة لشركات التعدين في أفريقيا.

وبعد اطلاع ترامب على خطاب العرض، أحاله إلى مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض للدراسة.

Congolese soldiers patrol the town of Rutshuru in eastern Congo, January 28, 2009. Plans to integrate Tutsi rebels into Congo's army faltered before they could begin on Wednesday, underlining the challenges facing efforts to pacify the east despite renewed Congo-Rwanda cooperation. Separately,Ugandan Lord's Resistance Army rebels killed more than 100 people in a village in Congo in an apparent reprisal for army operations against them, the United Nations said on Tuesday.REUTERS/Alissa Everett (DEMOCRATIC REPUBLIC OF CONGO)

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن مجلس الأمن القومي طلب من الوسيط الحضور، وتقديم إحاطة عن الموضوع.

وفي يوم الاجتماع، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على وزير الدولة للتكامل الإقليمي في رواندا جيمس كاباريبي، والمتحدث باسم حركة إم23 لورانس كانيوكا.

وصرّحت المتحدثة باسم الرئاسة في الكونغو بأن الاتفاق مع الولايات المتحدة مهم، ومن شأنه أن يوقف نهب المعادن وتصديرها عن طريق رواندا.

مفاوضات مع شركة بلاك ووتر

وقالت الصحيفة إن العرض الذي قدمه تشيكسدي إلى ترامب يتزامن مع مفاوضات بين كينشاسا ورئيس شركة بلاك ووتر العسكرية الخاصة “إريك برنس” الحليف المقرب من ترامب.

وحسب الصحيفة، فإن ممثلين عن برنس كانوا في كينشاسا طيلة الأسبوع الماضي، وأجروا محادثات مع الحكومة عن طريق لجنة خاصة تضم وزارة المالية، وممثل عن رئاسة الجمهورية، وشركة التعدين الحكومية “جيكامين”

وسيساعد برنس الحكومة في كينشاسا على مكافحة التهرب الضريبي من قِبل المنتجين والمصدرين للمعادن إذا نجحت معه المحادثات.

ومنذ أن اندلع التمرد في شرق الكونغو الديمقراطية تزايد التهرب الضريبي ونهب الثروات المعدنية، ووفقا لأرقام صادرة من الأمم المتحدة، فإن رواندا استولت على 150 طنا من معدن الكولتان من المناجم الكونغولية.

ولا يستبعد بعض المراقبين نجاح المفاوضات حول صفقة المعادن مقابل الأمن بين الكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة، لأن ترامب جعل وصول الشركات الأميركية إلى الموارد الطبيعية حجر الزاوية في سياسته الخارجية الجديدة، إذ تركزت المحادثات الدبلوماسية مع العراق بعد مجيئه على تدفقات النفط لصالح الشركات الأميركية الذي توقفت منذ عامين.

وكانت الموارد الطبيعية عاملا مهما في تعاملات ترامب مع فنزويلا وروسيا وأوكرانيا، كما أنها كانت وراء تركيزه على غرينلاند المليئة بالثروات المعدنية.

شاركها.
Exit mobile version